عندما التحقت بالخطوط السعودية فى منتصف ستينيات القرن الماضي، لم أكن أنا وزملائي نعلم أو نطالب بأى مزايا أو حقوق لنا غير الراتب ولا شيء غيره.
وبعد تحوّل الخطوط السعودية بقرار حكيم الى مؤسسة عامة مستقلة، عرفنا أن هناك حقوقاً ومزايا تمنح للموظف في إطارها الواسع الذي نشهده في العصر الحديث . ومنذ ذاك الحين تبلورت مفاهيم إدارة الموارد البشرية وسياساتها الحديثة وتحوّلت هذه المطالبات من إطارها ومفهومها بأنها عطايا وهبات، تحوّلت إلى مفهوم التوقّعات والحقوق المشروعة للموظفين وتعتبر من السياسات الأصيلة لإدارة الموارد البشرية في المنشآت والتي بالضرورة تغري طالبي الوظائف للإلتحاق بشركات بعينها بل وتتيح للشركات إستقطاب أفضل الكوادر الوظيفية المبدعة للعمل معها. لقد أثبتت الدراسات الإدارية أن الموظفين يشكّلون النصف الآخر من هيكلية المنشآت.. حيث أنني أعتبر أن النصف الأول الحلو هم عملاء الشركة الذين هم السبب الأول لوجودها وإستمراريتها ونجاتها . وأعتبر الموظفين هم العمود الفقري لأداء وحركة الشركة .
لذلك وجدت الشركات نفسها أمام واقع وحقيقة ضرورة الإهتمام بالموظف، فأخذت على عاتقها دراسة توقعات الموظفين منها ووصلت إلى قناعة أن الموظف يتوقع الثقة من قادة الشركة في التعامل معه ومشاركته في مناقشة التحدّيات وخطط وإستراتيجيات الشركة للتطوير .كما يجب على الشركة أن توفّر الأدوات والتكنولوجيا الموثوقة لأداء أعمالهم . كما أن جيل اليوم يتوقع إتاحة قدر كبير من مرونة العمل عن بعد أو من خلال دوامات متعددة للحضور الى مواقع العمل. وهناك جانب آخر مهم وهو إتاحة فرص التعلم المستمر والتطوير وتنمية قدرات الموظف العملية والإدارية وإتاحة الفرصة له للترقي والتقدم الوظيفي .
ومن أهم التوقعات أيضا التي يجب على الشركات أن تلبيها لموظفيها هي الرعاية والعناية الصحية والطبية ومنحهم مكافآت تحفيزية لتحقيق أهداف الشركة إضافة الى بدلات السكن والتعليم للأبناء وتوفير برامج إدخارية لما بعد التقاعد وكل ذلك يساعد الموظف على أن يعيش حياة مأمونة وكريمة .
وأخيرا الموظفون هم بشر مثل القادة تماما لديهم مشاعر وإحتياجات تتطلب من الشركة تلبيتها بعناية وإهتمام .