متابعات

الأدب الرقمي العربي في ندوة بـ «كتاب المدينة»

 البلاد ـ المدينة المنورة

شهد معرض المدينة المنورة للكتاب في نسخته الثانية، تنظيم ندوةً حوارية بعنوان: “هل هناك أدب رقمي عربي بالفعل؟”، تحدث خلالها الشاعر والأديب الدكتور ماهر الرحيلي، والشاعر والأكاديمي محمد حبيبي، والروائي الرقمي الدكتور محمد سناجلة، وأدارها عبدالعزيز طياش، وذلك ضمن البرنامج الثقافي للمعرض المقام في المنطقة الجنوبية لمركز الملك سلمان الدولي للمعارض والمؤتمرات، ويستمر حتى الـ 27 من شهر مايو الحالي.
وتطرق الدكتور الرحيلي في بداية حديثه إلى مفاهيم الأدب الرقمي، مؤكداً أنه موجود كإجابة على سؤال الندوة، وقال: “الأدب الرقمي لا يهدّد الورقي، وليس هناك إصطدام ولا صراع بينهما، بل تكامل وتطور”، مشيراً إلى أن هذا الموضوع طُرح في أندية وجامعات تناولته بشكلٍ موسع، لافتاً إلى أن الرفض لهذا الأدب على مستوى محدود جداً، فالنِتاج الأدبي سابق للنقد الأدبي، ولا يستطيع رفضه بعد أن أثبت وجوده، ولا يجب أن يُضخم النقد حول الأدب الرقمي، فكل المناهج تعرضت للقبول والرفض.
وأضاف: “هناك ممارسات وجدت كحفظ النصوص الأدبية في وسائل التواصل الإجتماعي، فهل تعدّ أدباً رقمياً، النقاد يفرّقون بين النصوص المرقمنة والأدب الرقمي، فتوظيف قصيدة لشاعر من خلال فيديو وصورة وموسيقى، إضافة إلى الروابط التشعبية بشكل إحترافي بحيث تشاهد النص لوحة متكاملة، هو ما يمكن تسميته بالأدب الرقمي”، ومستعرضاً بعض المصطلحات الأخرى كالأدب التشعبي، والإلكتروني، والتفاعلي من خلال التنقل بين الروابط، وأن يكون النص مطروحاً للمشاركة، بحيث يكتب الشاعر بيتاً واحداً فيقوم المتفاعلون بالإتمام، وكذلك إستهلال مطلع الرواية ويتم استكماله من قبل المتفاعلين.
من جهته، عرض الدكتور سناجلة ورقة تطبيقية حول الرواية الرقمية، مشيراً إلى أنه أصدر أول رواية رقمية عام 2001م، وهناك تجارب متعددة، واليوم يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكتب أدباً، فهذا الأدب – عالمياً – موجود من عام 1985م، مستعرضاً خصائص الرواية الرقمية من خلال رواية “كموش”، مضيفاً: “كل رواية تحمل روابط، ومؤثرات، وصوتاً، وصورة، وموسيقى هي رواية رقمية، لافتاً إلى أن مفهوم الزمن لدى الروائي واضح؛ ماض وحاضر ومستقبل، فهو متحرر منه، والرواية الرقمية لا تُكتب ولا تُقرأ ولا يتم التفاعل معها ورقياً، موضحاً بأن في روايته “الصقيع” الكلمة ليس لها دور بل الدور الرئيس للمؤثرات، مختتماً حديثه بالتأكيد على أن الأدب القديم في طريقه للإندثار، وأن الألعاب الإلكترونية هي الأدب القادم.
كما نظّم معرض المدينة المنورة للكتاب 2023 أمسيةً شعرية في أول أيام برنامجه الثقافي، التي أحياها كل من الشاعرين السنغالي أنجوغو أنينغ، والمالي بكري سيسي، وأدارها الإعلامي عطية خبراني، وسط حضور شعراء وإعلاميين ومهتمين، وذلك إمتداداً لإحتفاء وزارة الثقافة بعام الشعر العربي 2023.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *