جيمس برادوك (ملاكم عصر الكساد) كان ملاكمًا واعدًا جدًا في وقت مبكر من حياته الرياضية، لكنه بدأ في خسارة النزالات في وقت مبكر من حياته المهنية، عندما كان في أمس الحاجة إلى الفوز خصوصًا بعد الانهيار الكبير لسوق الأسهم الأمريكية في عشرينيات القرن الماضي، ليتحول سجل نزالاته إلى سجل سيئ بشكل كبير لدرجة أنه لم يعد قادرًا على كسب لقمة العيش في الملاكمة، وفي النهاية ليعيش على الضمان الاجتماعي، وفي عز ذلك الحظ السيئ أحتاج أحد المروجين إلى مجرد ملاكم لسد الخانة، عندما انسحب أحد الملاكمين من أحد النزالات ليحل برادوك على الفرصة ويقضي على خصمه بالضربة القاضية في الجولة الثالثة، ومن هناك انطلق لسلسلة الانتصارات، وفي النهاية ليلعب أمام الملاكم الشرس ماكس باير الشرس، ويحصل على لقب بطل العالم للوزن الثقيل في إحدى أكبر المفاجآت في تاريخ الملاكمة، عندما فاز برادوك على باير بقرار الحكام بعد 15 جولة.
عندما نقرأ مثل هذه القصص نستحضر التألق الكبير الذي يقدمه الحارس الكبير عبدالله المعيوف مع نادي الهلال، خصوصًا خلال الخمس سنوات الماضية، ومساهمته الملحوظة في تحقيق الهلال للعديد من البطولات؛ ولعل آخرها كأس خادم الحرمين الشريفين يوم الجمعة الماضية بتصديه لثلاث ضربات ترجيحية من لاعبي الوحدة، إضافة إلى تسجيله للركلة الترجيحية الأخيرة، التي جلبت البطولة 66 للهلال.
عبدالله المعيوف مرَّ بلحظات هبوط مستوى تعرض خلالها للهجوم والانتقاد الشديد من جماهير الأندية التي لعب لها، والجماهير السعودية بشكل عام، بعضها يتحملها شخصيًا، والبعض كان خلالها جزءًا من منظومة سيئة إجمالًا، ولكن صمود وإصرار المعيوف إضافة إلى مثابرته أدت إلى عودته للتألق مع الهلال، والمطالبة بعودته للمنتخب من خلال إجماع جماهيري كبير واضعًا بصمته الإبداعية في تاريخ نادي الهلال.
العودة من الإصابة أو الانتكاسة في المستوى، عادة ما يصاحبها صراع نفسي؛ يخوضه الرياضي مع نفسه يحتاج خلاله لعقلية قوية والإصرار على العودة والتألق، وهو أمر ليس بالسهل إطلاقًا خصوصًا أنه يصبح تحت المجهر في جميع الأحوال.