البلاد – جدة
شاركت المملكة دول العالم بالاحتفال باليوم العالمي للثلاسيميا، الذي يصادف 8 من مايو من كل عام، من خلال استعراض باكورة إنجازاتها في رفع الخدمات الصحية والعناية بالحالات المرضية للمواطن والمقيم، وبالأخص تكثيف الجانب التوعوي بهذا المرض، وأعراضه، وطرق التعايش معه، وأهمية التحصينات لصحة الأطفال، والمجتمع، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حولها. وحشدت جمعيات الدم الوراثية المرخصة من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية طاقاتها، لخدمة المجتمع ورعاية مرضى “الثلاسيميا” وتكثيف الجهد المشترك؛ لخدمة المستفيدين والمستفيدات، ومن ضمن هذه الجمعيات الجمعية السعودية للثلاسيميا والأنيميا المنجلية بالرياض، وجمعية المدينة لأمراض الدم الوراثية الخيرية، والجمعية السعودية لأصدقاء مرضى الثلاسيميا والأنيميا المنجلية، والجمعية الخيرية لمكافحة أمراض الدم الوراثية بالأحساء، وجمعية رعاية مرضى الدم بمنطقة جازان.
وتسهم الجمعيات في إجراء البحوث العلمية عن أمراض الدم الوراثية وتقديم الدراسات والمشورة الصحية للقطاعات المختلفة، وتنظيم الندوات والمؤتمرات المتخصصة، وتدريب العاملين في المجال الصحي، والإسهام في تأسيس وتطوير مراكز أمراض الدم الوراثية، كما تُعد “الثلاسيميا” من هذه الأمراض التي تتسبب في إحداث تلف في كريات الدم الحمراء؛ نتيجة وجود خلل في التركيب الجيني للهيموجلوبين.
وتنافست هذه الجمعيات على تقديم الخدمات التوعوية والتثقيفية، والدعم المادي والمعنوي، والبرامج المساندة على المستوى الصحي والنفسي والاجتماعي، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، انطلاقًا من رؤية المملكة 2030، التي أكدت أهمية الشراكة الاجتماعية، وذلك للعمل على رسم الخطط والبرامج والخدمات اللازمة لخدمة مرضى الثلاسيميا والأنيميا المنجلية لحصولهم على رعاية صحية متكاملة.
كما ركزت مختلف الإجراءات الصحية بالمملكة على إبراز أهمية الفحص قبل الزواج الذي يسهم في تجنب كثير من الأمراض ذات الطابع الوراثي والعائلي، والحد من انتشار بعض أمراض الدم الوراثية، وتوعية المجتمع، بالثلاسيميا ومضاعفاته وطرق توارثه وكيفية التعامل الصحيح مع المرضى، وتخفيف معاناة المصابين بأمراض الدم الوراثية، وخدمتهم بشكل مستمر لجعل حياتهم أقرب للحياة الطبيعية؛ ليكونوا لبنة عطاء وبناء للوطن.
وأسهمت الحملات التوعوية التي تقوم بها هذه الجمعيات في رفع منسوب الثقافة والمعرفة الكافية بأمراض الدم الوراثية، وأنواعها وطرق الوقاية من الإصابة بها، بالإضافة إلى الالتزام بالنصائح الطبية لتوعية المجتمع بأمراض الدم الوراثية، مما يرتقي بدور المملكة ومجهوداتها كدولة رائدة في رعاية المصابين بأمراض الدم الوراثية، وتميزها محليًا وإقليميًا وعالميًا.
من جانبها، احتفت وزارة الصحة خلال موقعها الرسمي باليوم العالمي للثلاسيميا، الذي يأتي بهدف إحياء ذكرى مرضى الثلاسيميا الذين توفوا جراء المرض، وتشجيع الذين ما زالوا على قيد الحياة، ويصارعونه يوميًا، إلى جانب استعراض أهداف هذا اليوم، مركزة على التوعية بأهمية استشارة الطبيب قبل الزواج، إذا كان الشخص مصابًا بالثلاسيميا، وأهمية التحصينات لصحة الأطفال، والمجتمع، والعالم بأسره، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول التحصينات.