حوار

وكيل الحج سابقاً حاتم بن حسن قاضي لـالبلاد : خدمة ضيوف الرحمن شرف كبير

البلاد- جدة

أكد وكيل وزارة الحج سابقاً حاتم بن حسن قاضي لـ”البلاد”، أن العمل في مجال الحج على مختلف مستوياته الميدانية، أو الإدارية الدُنيا أو العُليا، يُكسِب العامل فيه العديد من الخبرات لتنوّع الثقافات التي يتعامل معها، مبيناً أن الله سخره للانخراط في خدمة ضيوفه الكرام مدةً من الزمان، كما يتشرف برئاسة مجلس إدارة الجمعية الخيرية بمكة المكرمة، التي تعمل على خدمة فقراء البلد الحرام، مشيراً إلى أن الحريق الكبير الذي شب في مخيّمات منى يوم الترّوية عام 1417هـ كان تحديًا كبيرًا بعده إعادة تجهيز تلك المخيّمات لعودة الحجاج أيام التشّريق- أي خلال يوم واحد فقط- وكذلك خدمتهم في تنقّلهم ووقوفهم بعرفات، فحصل ذلك بعد أن سخّرت الدولة جميع إمكاناتها وتجهيزاتها وكافة الكوادر والأجهزة؛ لإعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقًا.

  
• عملتم في وزارة الحج سنوا ت عديدة ، ما هي أهم التجارب التي اكتسبتموها من خلال عملكم ؟
– العمل في مجال الحج على مختلف مستوياته الميدانية أو الإدارية الدُنيا أو العُليا ،يُكسِب العامل فيه العديد من الخبرات لتنوّع الثقافات التي يتعامل معها ولعلّ من أهم التجارب التي يكتسبها المُمارس لأعمال الحج هي مهارة سرعة الإنجاز نظراً لأن غالب أعمال الحج تكون في إطار زمني ونطاق مكاني محدّدين ومع أعداد كبيرة من حجاج بيت الله الحرام.
• بعيًدًا عن الحج ، ماذا تفعلون الآن وقد تقاعدتم عن مهامكم الرسمية منذ زمن طويل ؟
– فضل الله وكرمه دائم لا ينقطع ، وعطاؤه لا ينفد ، فهو من سخّرنا في الفترة الماضية للإنخراط في خدمة ضيوفه الكرام مدةً من الزمان ، سخّر الآن أن أتشرّف برئاسة مجلس إدارة الجمعية الخيرية بمكة المكرمة التي تمارس خدمة فقراء البلد الحرام منذ تأسيسها في عام 1398هـ ، وهي بفضل الله من أكبر الجمعيات الخيرية بهذا البلد الأمين ولها العديد من البرامج في ذلك ، ويمكن الإطلاع على برامجها من خلال زيارة الموقع الإلكتروني لها ومن أبرز تلك البرامج المساعدات العينية ، السلال الغذائية ، المساعدات الصحية ، مركز غسيل الكلى ومركز السمع والنطق وغير ذلك.


• ما هي أبرز المحطات في حياتكم العملية ، وأين وجدتم أنفسكم أكثر ؟
– رابطة العالم الإسلامي ، وزارة الحج ، الجمعية الخيرية ولجنة إصلاح ذات البين بمكة المكرمة
وكانت المرحلة الأبرز في وزارة الحج حيث تشرّفنا فيها بخدمة ضيوف الرحمن ولله الحمد والمنّنة.
• ما هي أبرز الذكريات الخالدة في ذاكرتكم من أيام الطفولة ومرحلة الشباب ؟
– لعلّ أبرز الذكريات التي خَلُدت في الذاكرة هي الرحلة السنوية التي كنا نذهب فيها مع الوالدين إلى المدينة المنورة ونقضي فيها ما يقارب الثلاثة أشهر وإذا كنا ندرس ،ننتقل لإتمام الدراسة هناك فتكوّنت لنا صلات طيبة مع أهالي وسكان المدينة المنورة حيث كان أهلها في ذلك الزمن يسكنون حول المسجد النبوي الشريف في باب المجيدي والمناخة وباب السلام والعنبرية وما حولها.


• مَن مِن الشخصيات التي تأثر بها حاتم حسن قاضي وتعلّم منها على الصعيد الدراسي والعملي؟
– على صعيد الدراسة الجامعية ،كثيرون هم كان أبرزهم فضيلة الشيخ الجليل محمد متولي الشعراوي والسيد اسحق عزّوز مدير مدارس الفلاح بمكة المكرمة -رحمهما الله-. وعلى صعيد العمل ،فقد تعلّمنا من كل من صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأميرعبدالمجيد بن عبد العزيز أثناء فترة توليهما إمارة منطقة مكة المكرمة ،وما زلنا نستفيد ونتعلّم من صاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل وسمو نائبه الأمير بدر بن سلطان -وفقهما الله-.

كما استفدنا من معالي الشيخ الجليل محمد بن علي الحركان أمين عام رابطة ألعالم الاسلامي آنذاك -رحمه الله- ثم معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف -ألبسه الله ثوب العافية- ثم معالي الشيخ الجليل محمد ناصر العبودي الأديب والرحّالة وقد شرُفت برفقته لعدد من الأقطار الإسلامية وغيرها ثم سعادة السيد أمين عطاس الأمين العام المساعد للرابطة -رحمه الله- ثم الإنتقال للعمل بوزارة الحج وهذه مدرسة أخرى لها نكهة خاصة حيث تعلمت من وزارة الحج والعاملين فيها الكثير وخصوصاً من تسلّموا حقيبة الوزارة وهم:
معالي الدكتور محمود محمد سفر -رحمه الله- ومعالي السيد إياد أمين مدني ومعالي الدكتور فؤاد عبدالسلام
فارسي ومعالي الدكتور بندر حجار ومعالي الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتُن -أمد الله في أعمارهم مع الصحة والعافية-.


• موقف لا تنساه أبدا وما زال خالد اً في ذاكرتكم ؟
– الحريق الكبير الذي حصل في مخيّمات منى يوم الترّوية عام 1417هـ حيث التهمت ألسنة اللهب جزءاً كبيراً من الخيام التي تم تجهيزها للحجاج على مدى عدة أسابيع ، فكان التحدّدي هو إعادة تجهيز تلك المخيّمات لعودة الحجاج أيام التشّريق أي خلال يوم واحد فقط وكذلك خدمتهم في تنقّلهم ووقوفهم بعرفات ، فحصل بعد توفيق الله وعونه ،أن سخّرت الدولة جميع سإمكانياتها وتجهيزاتها وكافة الكوادر والأجهزة ،لإعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقاً ، فعملت جميع القطاعات الأمنية والمدنية والحكومية والخاصة والأهلية ،فرجع الحجاج إلى منى يوم النحر وكأن شيئاً لم يكن فهذا من المواقف التي لاتنسى.
•علاقة حاتم قاضي ب “السيوشيال ميديا” ، وهل لديك وقت مخصّص للتواصل مع الآخرين أو لمتابعة الأخبار ؟
– الإنسان إبن مجتمعه ، ولابدّ من التواصل مع من حوله ،و”السوشيال ميديا” أصبحت وسيلة من وسائل التواصل ولكن لا يخفاكم أن لها سلبياتها أيضاً ، والأفضل أن يكون التواصل مع أولي القُربى والأرحام بالسؤال وتفقّد الأحوال والزيارات والإتصال ، وليس عن طريق هذه الشبكات التي جعلت الكل يتدخّل فيما لايعنيه ويشارك فيما يحسن وما لايحسن والإسلام ينهى عن هذا فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول:( من حُسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه).

• قرار خاطئ ندمتم عليه سواء في مجال العمل أو داخل محيط الأسرة ؟
– لا يسلم الإنسان من الخطأ فكلكم خطّاء وخير الخطائين التوّابون ، والإنسان في إتخاذ القرارات، يجتهد ويستخير كما علّم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك صحابته ، فكان صلى الله عليه وسلم يستشير ثم يعزم ولايندم ندماً يقنّطه فالأمور كلها مقدّرة وميسّرة.
ولا أذكر أني ندمت على اتخاذ شيء فالأمور بيد الله والخطأ وارد.

• ختاماً نود أن تتحفونا بشيء ممّا كتبتموه في الترحيب بحجّاج بيت الله الحرام واستقبالهم ؟
أهلاً بكم يا وفودَ البيتِ والحَرَمِ
أهلاً بكم في رِحَابِ الطُّهرِ والعلمِ
ليتَ الكواكبَ تدنو لي فأنظمهَا
عُقودَ أنُسٍ فمَا أرضَى لكم كَلمِي
وهذه مَكَّةُ الغرَّاءُ في فرحٍ
وبهجةٍ تحتفي بالموكب الفخمِ
يا قاصدَ البيتِ أبشرْ حُزتَ مكرمة ً
قصدتَ رباً كريماً سابغ النعمِ
أهلاً بكم في جوار البيت فاغتنموا
مقامكم فيه يابُشرى لمغتنمِ
طف واعتكف بالمصلّى صلِّ مستقياً
من زمزمٍ شربة تبُري من السقمِ
أدِ المناسك في يسُرٍ ومرحمةٍ
واشكر لربك ما أولاك واستقمِ
لا تخش من ظمأٍ لا تخش من سغبٍ
لا تخش بعد إتساعٍ أي مُزدَحَمِ
كن بالسكينة والتنظيم مُلتزمًا
أيضًا ببرنامج التفويجِ فالتزمِ
واقصد إلى عرفاتٍ قم بساحتها
واستفرغ الدمعَ قل لبيك ذا العِظَمِ
ثم اذكر اللهَ كررْ عند مزدلفٍ
وصلِّ والقطْ جِمار الرمي في هِممِ
وجاء عيدٌ فسرْ للرمي نحو منىً
وبت بها ذاكراً في أحسن الخيمِ
هنالك الخيف فاقصد سوحه لهجاً
بذكر ربك رتّل أجمل النغمِ
وللإفاضة حول البيت طف فرحا ً
مناجياً بفؤادٍ حاضرٍ وفمِ
وفي المدينة في أفياء روضتها
فلتعتكف وعلى درب الهدى استقمِ
وفي مواجهةٍ قف للسلام على
من جاءنا مدحه في ن والقلمِ
وزرْ بقيعاً زر الأبطال في أحُدٍ
يُتلى مديحٌ لهم في أصدق الكلمِ
وفي قبا مسجدٌ إن الصلاة به
كعمرةٍ ذاك فضل الله ذي الكرمِ
قد اصطفى الله قوماً خصّهم كرما
بخدمة لحجيجٍ دونما سأمِ
وخُصَّ خادم بيت الله قائدنا
سلمانَ بالخير يرقى ذرْوَةِ القِمَمِ
أتَمَّ توسعةً للطَّائفِينَ كَذاَ
بمسجدِ المُصْطَفى الهَادِي إلى الحِكمِ
وفي قباءٍ أضافوا فيه توسعةً
بها يرُى مثل بدر في دُجى الظُلمِ
وَشدَّ مِن أزرِه بالخير نائبهُ ُ
وليُّ عهدٍ فَهِمِِ في الخير كالدّيمِ
شكراً جزيلًا أمير الحَجِّ خالدَنا
وكل مَن خدموا في الحِلِّ والحَرَمِ
أعانه نائبٌ بدرٌ سمَا وعَلا
يبثُ في الكلِّ صدقاً أفضلَ القيَمِ
طابت بطيبة للحجاج في فرحٍ
إقامةُ عند خيرِ العرُبِ والعجمِ
أميرها فيصلٌ يرعى الوفودَ بها
بكل حبًّ كريم الخُلقِ والشيمِ
سعود نائبه يسمو بخدمتهم
بحسنِ جهدٍ لضيفِ الله مُنتظمِ
وكلنا خادم من بعد قائدنا
لهم نقدم منا أفضل الخِدَمِ
وكل عينٍ براها الشوق من سهر
فحيّ طرفاً عن المفروض لم ينمِ
يا ربنَّا فاجْزِهِمْ بالخيرِ في عَجَلٍ
حقِقّْ مقاصدهم يا باَرِئَ النسَّمِ
بُشرى لمن خدم الحجاج مبتهجاً
بفيض ربك مُنّشِينا من العدمِ
لا يسُعد الناس في قولٍ وفي عملٍ
إلا امرؤٌ طيب الأخلاق والقيّمِ
رباه أكرم حجيج البيت واغمرهم
عظيم فضلك في بدءٍ ومختتم
وفّق إلهي جميع الخادمين لهم
وأوزع الكل شكراناً على النعمِ
ثم الصلاة على المختار سيدنا
محمد خير من يمشي على قدمِ
والآل والصحب ما لبّى الحجيجُ وما
تهوي القلوب لبيت الله والحَرمِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *