الرياض : البلاد
أعلنت وزارة الثقافة فتح باب التقديم على “منحة أبحاث الشعر العربي”، والبدء في استقبال طلبات المشاركة من جميع الباحثين والمهتمين بمجالات الشعر العربي المختلفة، وذلك خلال الفترة من 1 إلى 31 مايو المقبل على الرابط الإلكتروني: https://engage.moc.gov.sa/poetry_grants/ .
وتسعى المنحة البحثية إلى تقديم الدعم لعدد من الأبحاث في مجال الشعر العربي, لتنمية الدراسات المعرفية التي تُحقق أهداف مبادرة “عام الشعر العربي 2023″، والمتمثلة في تعزيز مكانته، وإثراء الإبداع الشعري المتطور والمستدام، وإبراز المكون الحضاري الشعري وتجذره في تاريخ الجزيرة العربية.
وتُغطي المنحة ستة مسارات رئيسية: أولها مسار “الشعر بين الفصيح وبين اللهجات الدارجة”؛ لإبراز لهجات العرب المرتبطة بتنوع المجتمع العربي جغرافياً وثقافياً عبر التاريخ، حيث يُمثّل الشعر باللهجات الدارجة مصدراً من مصادر التراث الثقافي باختلاف لهجاته، ومن شأن دراسته دراسة علمية أن تكشف عن جوانب مهمة أدبية مرتبطة بفنون الشعر العربي الفصيح، في بيئة الجزيرة العربية.
ويتناول المسار الثاني “الشعر والرقمنة”، وظهور ألوان وفنون شعرية متنوعة تمتزج بعالم التقنية، إلى جانب بروز قضايا حول هذا التلاقي بين العالميْن، والجدل حول ظهور أفكار إبداعية شعرية جديدة تتفاعل مع ما يتيحه التطور المتسارع في العالم الرقمي, وأما المسار الثالث فيتناول “الشعر العربي في حضرة العالم”، بوصفه منجزاً إبداعياً ثميناً وخلاقاً في أرجاء المعمورة، وتمثّل ترجمته جسراً من أهم الجسور التي تسهم في تشكيل حضوره، وهو ما يجعل الحديث مستمراً عن أهمية تطوير عملية الترجمة، ودعم مشاريعها لنشر الشعر العربي.
ويسبر المسار الرابع للمنحة البحثية “أغوار مجال الشعر والمكان” ومدى اكتظاظ القصائد بالأماكن بمسمياتها المتنوعة مثل” (عيون الجواء، والحجون، وسقط اللوى)، بوصفها مصادر إلهام للقرائح، وعنصراً مؤثراً في بنية النص الشعري، فيما يتطرق المسار الخامس إلى موضوع “الشّعر في الجزيرة العربيّة” لإبراز الجذور التاريخيّة للشعر العربي في جزيرة العرب، في محاولة لإعادة قراءته في ضوء المناهج الحديثة، والبحث عن مواطن التميّز فيه، ومحاولة الولوج إلى النصوص القديمة من مداخل جديدة، وإثراء المكتبة العربيّة بدراسات حديثة تضيف إلى الدراسات الموجودة.
ويناقش المسار السادس “الشّعر العربي بين حرية الإبداع وقيود الانتماء” لبحث الانتماء للشعر ذاته والعوامل التي تضع الشّاعر في حرج التوفيق بين جدل الحرية والقيود، حيث يركّز هذا المحور على المسافة بين حرية الفن والحدود المتاحة للفنان؛ وذلك سعياً من المنحة إلى دعم وتكريس كل هذه الموضوعات عبر البحث العلمي المنهجي، ومعالجة المستجدات والقضايا المتعلقة بالشعر العربي ووظيفته في صياغة مفهوم الإنسان وعلاقته بالمكان.
وتأتي المنحة في شراكةٍ بين وزارة الثقافة، وهيئة الأدب والنشر والترجمة ضمن أنشطة وبرامج مبادرة “عام الشعر العربي 2023″؛ التي أطلقتها الوزارة اهتماماً بالشّعر العربي كمكوّن رئيس من مكوّنات الهُويّة السّعودية والعربيّة, للبحث في مجالاته وشعريّته وخصائصه الأسلوبيّة والضمنية، وسبر أغوار نصوصه المتنوّعة, بهدف ترسيخ القيم الأصيلة، وتعزيز الفخر بالانتماء الثقافي إلى المملكة، إلى جانب دعم السياحة الثقافية من خلال اكتشاف المناطق التي عاش فيها الشعراء، والتي كانت مسرحاً لقصص وملاحم تاريخية دوّنها الشعر العربي.