محمود العوضي- جدة
كابوس يأبى النسيان.. هزيمة مدوية هزت العالم، وتمنى البرازيليون لو أن الأرض انشقت وابتلعتهم حتى لا يشاهدوا منتخب السحرة يُذل على أرضه وبين جماهيره أمام منتخب أوروبي. ومهما حاول المحللون، فلن يجدوا تفسيرًا منطقيًا ومقنعًا للهزيمة القاسية، والسقوط السريع والاستسلام للقدر المحتوم.
تحول غير متوقع في الأحداث، الفريق البرازيلي في حالة صدمة، والعالم غير مصدق لما جرى. كيف قبل لاعبو منتخب السامبا البرازيلية أن يُهزموا أمام الماكينات الألمانية بسبعة أهداف مقابل هدف وحيد، كانت قابلة للزيادة وفي ظل سيطرة أمانية تامة على مجريات اللقاء التاريخي.
5 ألقاب لكأس العالم لم تكن كافية لإعداد البرازيل للمأساة القادمة. بعد تلك المباراة، كانت الحالة المزاجية في البرازيل مدمرة تمامًا. فالشوارع في حالة صمت وصدمة وحداد تام. كثير من البرازيليين انخرطوا في البكاء؛ حتى جفت جميع الدموع، محبو السامبا بين مصدق ومكذب. قائد الفريق ديفيد لويز اعتذر للأمة البرازيلية، واستقال المدرب لويس فيليبي سكولاري بعد كأس العالم 2014. وأعُلن يوم حداد وطني، وصدمت البلاد كلها.
السؤال الذي كان يبحث عن إجابة، كيف يمكن لمنتخب أنجب أساطير كرة القدم كـ” بيليه وجارنشيا وريفلينهو وسقراط وزيكو وفالكاو ورمارينهو وروماريو وغيرهم الكثير، وحصد الألقاب، أن يظهر بهذا المستوى الهزيل على أرضه وبين جماهيره.
بدأت الانتقادات والتحليلات في الظهور على الفور. فكان من أبرز الأسباب التي تم الاستشهاد بها، العبء النفسي على لاعبي المنتخب البرازيلي الناتج عن اللعب أمام جماهيرهم في ملعب الماراكانا، ما جعل من الصعب على اللاعبين التحكم في أعصابهم تحت الضغط وأمام الجمهور الغفير.
أحد النقاد عزا الأسباب إلى اعتماد البرازيل المفرط على نجمهم الأول” نيمار” الذي كان قد أصيب في ربع النهائي أمام المنتخب الكولومبي، ولم يتمكن من اللعب في نصف النهائي أمام ألمانيا، فترك غيابه فجوة في الشق الهجومي لمنتخب السامبا، ما سهل على لاعبي منتخب ألمانيا السيطرة على الملعب كاملًا، علاوة على ذلك، تفوق المنتخب الألماني التكتيكي وبراعة لاعبيه.
بعد زلزال الخسارة
تركت الخسارة بصماتها على صورة كرة القدم البرازيلية؛ حيث بدأ العديد من خبراء كرة القدم والمشجعين في التشكيك في مكانة البرازيل في عالم كرة القدم. كانت الهزيمة بمثابة تذكير قاسٍ بتدهور مهارات كرة القدم لدى الأجيال الجديدة في البرازيل. وأنهت البرازيل مونديال 2014 في المركز الرابع، بعد خسارتها أمام منتخب هولندا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بثلاثية نظيفة.
انتكاسات البرازيل التاريخية
لم تكن هزيمة السامبا أمام أمانيا في نصف نهائي مونديال 2014 هي الفاجعة الأولى التي ألمت بالأمة البرازيلية، فقد سبقتها عدة انتكاسات منها..
1 – خسارة نهائي كأس العالم 1950 أمام الأورجواي 1/2، على ملعب ماراكانا الضخم في ريو دي جانيرو، وبحضور حوالي 220 ألف متفرج برازيلي.
2 – الخروج المر من كأس العالم 1982 في إسبانيا، رغم أن المنتخب البرازيلي خاض البطولة بواحد من أحد أعظم فرقها على مر تاريخها الكروي، في ظل وجود زيكو وسقراط وفالكاو، لكنه خرج من الدور الثاني بعد خسارته أمام إيطاليا وتعادله مع الأرجنتين.
3 – خسارة نهائي كأس العالم 1998 أمام المنتخب الفرنسي 3-0 في مباراة طغى عليها غياب رونالدو الغامض عن أدائه المعهود.
4 – الإقصاء من ربع نهائي كأس العالم 2010 التي أقيمت في جنوب إفريقيا، على يد المنتخب الهولندي.
5 – الإقصاء من ربع نهائي كوبا أمريكا 2011 على يد الباراجواي بركلات الترجيح.
6 – خسارة نهائي كأس القارات 2013، بثلاثية مؤلمة أمام المنتخب الإسباني.
7 – الخروج المرير بركلات الترجيح 2/4 من ربع النهائي أمام منتخب كرواتيا في مونديال قطر 2022 الأخير.
ما ذكرناه آنفًا لم يكن سوى بعض من أسوأ اللحظات والنتائج في تاريخ كرة القدم البرازيلية. ولكن رغم هذه النكسات، تظل البرازيل واحدة من أنجح دول كرة القدم في العالم، حيث فازت بكأس العالم 5 مرات، بالإضافة إلى العديد من الألقاب الدولية الأخرى.
