وأقبلت العشر الأواخر معلنة عن العدّاد المتسارع لرحيل أيام الصيام والقيام، وصالح الأعمال.
تقول ست الحبايب :” إذا عشّر بشر” لعلها عبارة تمنح التفاؤل بالبشر.. مع أن بداية الرحيل لشهر النفحات تحزن القلب.
ما السر في أن دخول رمضان سعادة وسرور ورحيله فراق؟
من المؤكد أن الأمر يتعدى العلاقة الروحانية لهذا الشهر دون غيره.
السر يكمن في ما يحمله هذا الشهر من مشاعر الرحمة والرأفة والود، فمن أجل تلك الثلاثين يوماً يتصالح المتخاصمون، وتعود المياه لمجاريها في معظم البيوت، فمن غير المسموح به خلافات الإخوة ولا مشاحنات الأزواج، حتى لوكانت هناك لحظات شدّ وجذب تسبق دقائق الإفطار، يعود سببها لعنصرين لا ثالث لهما:” نيكوتين وكافيين”، تجعلنا نشعربالندم على مااقترفناه.
نصبح بعد أخذ جرعات منهما أشخاص آخرون تملأ وجوهنا الابتسامة، نرتجي السماح ممن أخطأنا في حقهم قبل الإفطار.
المهم.. رمضان يجمع – بقشته- فلم يبق إلا القليل، يا ترى ماذا تركت له وماذا ترك في نفسك، كانت تقول لنا إحدى الصديقات: (إذا رحل رمضان وأنت كما كنت عليه قبل حضوره فتلك خسارة فادحة)، وأنا أقول:إذا رحل رمضان وترك أثره عليك فلن تسعك الأرض من فرط السعادة، لا زالت الفرصة سانحة والعبرة بالخواتيم.
ورمضان كريم ،،،
eman_bajunaid@