كم هي جميلة أيام وليال رمضان بأجوائها الروحانية ونفحاتها الإيمانية، وآثارها التي تدغدغ مشاعر النفس البشرية، يعيشها المسلمون في كل بقعة من بقاع الأرض، التي أشرقت فيها شمس الإسلام، بما لها من طاقة إيجابية، لا يشعر بها إلاَّ من ملأ قلبه وتشبَّع بتلك الروحانية الفريدة في خصائصها، فما أعظم وأجمل هذه الخصائص والسمات فهي النعمة الإلهية التي يَهْنَأَ بها الجميع، من سيدات وبنات المجتمع الإسلامي، وأبناء ورجال هذه الأمة، في ظاهرة اختص الله بها الأمة الإسلامية العظيمة، التي أعزها الله بهذا الدين الإسلامي القويم بما يختزنه من القيم الأخلاقية والمبادئ الصحيحة، لنعيش هذه الليالي ونستشف ونستشعر مع تلك الجموع من المصلين في صلاة التراويح وأكف الضراعة تترفع مُرَدِّدَة خلف أئمة المساجد في مشارق الأرض ومغاربها، تدعو الله سبحانه وتعالي أن يستجيب لدعائهم.
ومن الطبيعي أن تفتح أبواب السماء لهذه الأدعية، التي يختار لها أجمل العبارات ببلاغة أدبية متناهية، وكثير من فنون السَّجع الأدبي، الذي يتناسب مع سياق العبارة، وتقوّي في ذات الوقت حاستي البصر والبصيرة، والذي يذهب بعيداً لمرحلة عقلية من التأمل والتفكير، في مكونات هذه الأدعية ومدى مردودها الإيجابي في لحظة اليقين بالله، بأن الإجابة بالقبول ستكون بتوفيق الله، هي أغلى الأمنيات، بينما في ساحات الحرمين الشريفين، في كل من المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، أجواء مختلفة تماماً من الروحانية، لما لكل منهما من قدسية خاصة ومكانة تاريخية، في ظل هذا الإزدحام من كل عام، كأهم المواسم الدينية في شهر رمضان المبارك، وسط جهود مضاعفة للجهات الأمنية والمدنية، لتقديم أرقى الخدمات لهذه الجموع، التي تفوق الوصف، بتوجيهات سامية من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.
فالأمة الإسلامية تُدرك حجم هذه المسؤولية العظيمة، التي تقوم بها المملكة خدمة للإسلام والمسلمين، تبتغي من وراء ذلك مرضاة الله، ومن هذه الجهود التي تعكس إهتمام المملكة بالمعتمرين والزوّار، ما يشاهده الجميع من اختيارات الرئاسة العامة للحرمين الشريفين، لأصحاب الفضيلة العلماء من أئمة المسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف.
يصعب على المتابع العادي، أن يصف معايير هذا الاختيارات المُوَفَقَة، التي أصبحت سمة للحرمين الشريفين، يتابعها العالم عبر شاشات القنوات الفضائية، وينقلها على الهواء مباشرة نخبة من كبار المذيعين السعوديين، يتابعهم المشاهد والمستمع في كل مساء، قبل صلاتي المغرب والعشاء ليكون للإعلام السعودي كلمته البارزة، لإيضاح الصورة الإعلامية المُشرقة، التي تتناسب مع حجم ومكانة المملكة على مستوى العالم.
ولابد من الإشارة لنص الخطاب الديني وتحليله، من خلال أصداء دعاء ختم القرآن الكريم، والتي تعدّ من أهم مكوّنات الخطاب الديني المعاصر، الذي ينضوي تحته العديد من المناهج والأساليب الحياتية في المجتمعات الإسلامية، التي يجب أن يستفيد منها طلاب الدراسات العليا، في الجامعات الإسلامية في دول العالم، فدعاء ختم القرآن خلاصة التجارب في معظم العبادات والبرامج اليومية، التي تلامس واقع الأسرة والمجتمع الإسلامي.
abumotazz@