يقول جبران خليل جبران:” اللذة في تلك التفاصيل الصغيرة جداً جداً جداً، لا تُلاحظها أي عين؛ إلا عيناك” الانتباه إلى أدق التفاصيل أحد أهم مهارات النجاح، وفي أحيان كثيرة قد تصنع الفارق، أو تكون الحد الفاصل بين نجاح أو فشل.
الأسبوع الماضي صدر بيان من الاتحاد السعودي لكرة القدم ببعض التغييرات في مواعيد مباريات دوري روشن، التي قد تبدو بسيطة، وبالإمكان فهم المنطق خلفها، خصوصاً فيما يتعلق بشهر رمضان المبارك، ولكن مثل هذه التغييرات المتكررة تضر بالصورة الاحترافية العامة للدوري.
العمل اللوجستي لإيجاد دوري كرة قدم احترافي، يتطلب أن تسير كل الأمور بدقة شديدة؛ مهما كلّف الأمر، وذلك يعني الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة بنفس درجة الاهتمام بالأمور الكبيرة، حتى لو تطلب الأمر الخروج بأفكار غير معتادة لضمان أقل نسبة من التغييرات، فما الذي يمنعنا من عدم تغيير المباريات، ومواعيدها أو تأجيلها ؟ هل هو أمر مستحيل؟ هل هو أمر غير منطقي أن تبدأ بعض المباريات خلال شهر رمضان في العاشرة مساء، والبعض الآخر الثانية عشر صباحاً؟ ولماذا لا نستطيع أن نضع الخطة مقدماً لموسم أو اثنين مع الأخذ في الاعتبار المسابقات المحلية والقارية جميعها سواء كانت للأندية أو المنتخبات؟
إذا أردنا الوصول لمستويات متقدمة في التصنيف الدولي للدوريات العالمية لابد من أن نهتم بجميع النواحي ذات العلاقة بالدوري، وليس فقط بالجانب الفني، فالجانب التسويقي مهم جداً فإن لم تستطع الوصول بالصورة العامة للدوري لباقي العالم، فلن ينفعك الجانب الفني فقط، وإن لم تطور جانب النقل- على جميع الأصعدة- حتى وإن كان أمراً بسيطاً، وبديهياً كالأسلاك التي يتم تمريرها في أرضيات الملاعب، فلن ينفع الجانب الفني وحيداً، وإن لم يتطور الجانب القانوني في قراراته، وعدم تناقضها ووضوحها لن ينقذك الجانب الفني وحيداً، وإن لم يتطور الجانب اللوجستي بجميع جوانبه وتفاصيله الصغيرة، فأيضاً لن ينفع الجانب الفني وحيداً.
بُعد آخر..
إصدار قرار في ليلة العيد، لا يختلف عن إلغاء عقد موظف في العشر الأواخر من رمضان. لك الحق في اتخاذه، ولكن الذوق، والعرف، والرقي، والإنسانية وغيرها من العوامل تلعب دوراً في توقيت إصدار القرار، أو بمعنى آخر “التدابير الوقتية”.