ندرك جميعًا أن الرياضة والفنون والأنشطة البدنية لها قدرة كبيرة على التغيير في التصور والسلوك، فضلًا عن قدرتها على الإلهام والإبداع، وهي بالتالي تسهم في النهوض بالتعليم، والتنمية المستدامة؛ لذا فقد كان إعلان المستشار تركي آل الشيخ وبمباركة ودعم الأمير عبدالعزيز بن تركي وزير الرياضة، وكذلك دعم وزير التعليم يوسف البنيان، وتحفيزهم على إقامة دوري الشطرنج في المدارس، أمرًا أسعد الجميع، لاسيما طلابنا وطالباتنا، وذلك بسبب أهمية لعبة الشطرنج، كونها رياضة الأذكياء، وكذلك هي وسيلة فريدة للترفيه وتنمية مهارات العقل، والقدرات الرياضية ودعم الثقة بالنفس من خلال تقديم مشروع تربوي علمي للأجيال.
ونود لفت الانتباه الى أن هذه اللعبة تعتبر منقذًا من إدمان الأبناء للشاشات الإلكترونية، وهذا المهم، والأهم بجعل الأبناء ينشغلون بأشياء مغذية للفكر، ولو تأملنا فوائدها لوجدنا أنها متعددة وكثيرة؛ ومن أهمها تدريب العقل وتغذيته وتعزيز الذكاء وتنميته، بالإضافة إلى تطوير مهارات التركيز، والتحفيز على حل المشكلات، ونلاحظ كثيرًا من الدول باهتمامها بهذه اللعبة وتدريسها كأداة تعليمية لتعزيز القدرات الرياضية والعقلية، وتعرف هذه اللعبة بأنها لعبة الحكماء على مر التاريخ، واختلفت أقوال المؤرخين حول منشأ اللعبة، فهناك من نسبوا البدايات إلى اليونان، وبعضهم ذكر الهند، وآخرون اعتقدوا أنها بدأت بالصين، ثم تبددت الكثير من الأقوال التاريخية مع اكتشاف رقعة شطرنج تعود لعصر الفراعنة. هذا ما قرأناه واطلعنا عليه. وتتكون رقعة الشطرنج من مربع ذات 64 خانة متساوية بيضاء وسوداء تتبع بعضها بعضًا، والمربع الأبيض يكون دائمًا عن يمين اللاعب، ومع هذه اللعبة يجب أن نتحلى بالأخلاق والاستفادة من أخطاء الخصم، واليقظة واستجماع الفكر، وتركيز الفكر في الرقعة، وعدم الغضب.
إن رؤية السعودية 2030، خاصة في القطاع الرياضي نراها تتحقق، وسنكونّ شهود عيان على تطور بلادنا الاستثنائي، وسيكتب التاريخ وسنروي لأحفادنا- بحول الله- عما قاله ملهم العصر أن” همتنا حتى القمة”.