أخذت جولة عصرية على السوق الرمضاني الشعبي في محافظتي، وشاهدت خيرات كثيرة ونعماً تترى وعرض وطلباً متزايداً على الشراء وخاصة على الأكلات الشعبية من منتجات وصناعة الأسر المنتجة. وفي هذا السياق تذكرت قول أمي ( حفظها الله ) أحفظوا النعم واشكروا الله واحمدوه على وجودها فرحم الله من مات ولم يشبع أو يشاهد هذه النعم والفضل والخيرات التي تترى ونتلذذ بتنوعها على السفرة الرمضانية وذلك لأنها أصلاً لم تكن موجودة في ذلك الوقت.
وفي حقبة زمنية قد مضت كانت الأكلات ليست كما هي الآن لا في الاسم ولا في المقادير ولا في المذاق. فالأكلات القديمة في رمضان والتي اندثر بعض منها وعدد قليل من أكلات سفرة رمضان ما زال محافظاً على مكانته رغم طفرة التنوع كالكعك والمبسوس والسمسم والمطبق والشعرية والكنافة والماسية والتطلي والهريسة والشربة بالقمح أو الشوفان والرشوف واللقيمات والزلابيا والرز مع العدس والعصيدة والقرص والعبود والزرعية والدخن والتمرية والفتوت والصيادية والحوت الناشف القشاط وغيرها من الاكلات التي تتنوع من منطقة الى اخرى ومن مدينة الى آخرى سواء في الاسم أو الطعم. ومهما يكن كانت الاكلات بسيطة وعلى قد الحال.
وفي النهاية وأنا أهم بمغادرة السوق الرمضاني الشعبي شاهدت أعلان عن اقامة ألعاب رمضان زمان وذكرياته فعندها طافت بي الذاكرة الى الالعاب الرمضانية قديماً والتي كانت تقليدية وعملية وتعتمد على الجهد والتفكير وليست إلكترونية متغيرة وغير تقليدية كما في وقتنا الحاضر. لذلك من أشهر الالعاب قديماً لعبة الضاع وهي لعبة تنافسية عبارة عن مجموعتين من المتنافسين ويتم وضع ضاع وهو عبارة عن قطعة معدنية (قرش) في الايدي ويتم البحث عنها من قبل المتسابق بقوله طار وإلا بعشه وبوش وهات الضاع. وإذا لم يجد الضاع يتم ضربه في يده بالمعكارة وهي عبارة عن قطعة قماش مطوية ومعقودة من طرفها حتى تحدث تأثيراً ليس قوياً. أما إذا وجد الضاع فيتم الاحتفال به وينتقل اللعب الى المجموعة الاخرى. ومن الالعاب كذلك المنتشرة في ذلك الوقت السيجة والألغاز والمرجيحة واللب الخرز وعظيم سرى وغيرها من الألعاب القديمة التي اندثرت مع السنوات والتقدم التكنلوجي فهناك تغير، وتغير كبير بين جيلين وهذه طبيعة الدنيا: تغير وتطور بصفة مستمرة ومتلاحقة.
lewefe@