تكمن الغاية البشرية في المحافظة على سلامتها النفسية وتجنب مواطن الاذى والابتعاد عنها وهذه ضرورة من ضروريات الذات واحتياجاتها ويتم تحقيقها من خلال العمل المتواصل على صقل المهارات اللازمة والمرور بالمواقف التي تجعل الفرد عاملاً على اصلاحه وتحسينه.
وليس بالضرورة ان تجنب مواضع الآلالم النفسية يحمينا من الالم، قد يغدو الفرد حريصاً على حالته النفسية ولكن مفاجآت المواقف المتعددة قد تجعله يتعرض الى الازمات النفسية باختلافات حدتها وكمها ونوعها مما تجعل شعوره بالالم النفسي متصاعداً.
وتتزايد وتيرة العنف الذاتي حين يتجنب الفرد الالم النفسي الذي تعرض له ويصر على تجاهله وعدم الاعتراف به او البوح عنه لأحد ويستمر بالصمت المؤذي الذي يجعله حاداً في التعامل مع الذات حاملاً اعباءً كبيرة على عاتقه مما يجعل تكييفه صعباً.
في الحقيقة تجنب هذه الضغوط والمشاعر التي خلقتها هذه الضغوط امر ايجابي جداً ولكن هذا التجنب يجب ان يكون مبنياً على عدة عوامل اساسية وهي مواجهة الضغوط والعمل على معالجتها من خلال التعامل المرن وعدم اطالة التفكير فيها وادارة الازمات النفسية بإدراك ووعي.
ان الهروب من مواجهة اي الم يخلق ألماً اشد عمقاً، فحين مرورنا بالمواقف علينا حلها لا تأجليها وذلك لأن تركها دون معالجتها يترك في انفسنا آثاراً جسيمة ونحن في غنى عنها وعن الاعراض النفسية والتي قد نكون سبباً في جلبها لذواتنا من خلال عدم العمل على تدمير بذور المشاعر السلبية، ولا ننسى ان الوقاية دائما خير من رحلة العلاج.
fatimah_nahar@