البلاد – الطائف
أكد الأديب الدكتور أحمد نبوي، أن النمط الشعري الذي كان يكتب في العصر الجاهلي مختلفاً عن السائد حالياً، مشدداً على أهمية معرفة الأسس والقواعد وموسيقى الشعر لكتابته بشكل صحيح، وتفادي تحوله إلى مجرد خواطر، منوهاً إلى أن القصيدة تخرج متلبسة جمالياتها وصورها وموسيقاها.
وقال د. نبوي خلال جلسة بعنوان “ورش العمل مدخل إلى الأوزان الشعرية”، ضمن فعالية “رويّ” التي تقيمها أكاديمية الشعر العربي بجامعة الطائف، بدعم من وزارة الثقافة، ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة: “شجرة الشعر العربي تفرع منها فرع كبير تحت مسمى الشعر الحر أو شعر التفعيلة، الذي تفرع منه قصيدة النثر. هناك عشرات الآلاف يكتبون القصيدة النثرية، ولكن قليل من يجيدونها، لأنها صعبة في موسيقاها ومبناها، وهي أصعب من الشعر العمودي، ولكي نصل إلى قمة القصيدة النثرية لابد من معرفة أسسها”.
واستطرد قائلاً: “الشعر العمودي بدأ من العصر الجاهلي، وله قواعد وموسيقاه جاءت من الطبيعة، إذ عرف العربي البسيط بحور الشعر من علاقاته بالأشياء، مثل صناعة السيوف، وخطوات الإبل، وغيرها، وكانوا في حاجة إلى الشعر، فكان إذا كانت الرحلة طويلة تحتاج إلى أيام لا بد من التسلية خلالها، وكذلك الحرب على ظهر الفرس، إلى أن اتسعت الدائرة العربية مع الإسلام انتشر الشعر في مختلف الدول العربية”.
ولفت د. نبوي إلى شيء من الخلل بدأ يحدث في الشعر العربي وموسيقاه مع دخول غير العرب للإسلام، مضيفاً أن العروض علم يعرف به صحيح أوزان الشعر وغير صحيحها، وأول من وضع هذا العلم الخليل بن أحمد الفراهيدي في القرن الثاني الهجري، ولم يتأثر الخليل فيه بأي أمة من الأمم الأخرى، وهذا برهان على عظمة العقلية العربية، على عكس ما نراه الآن في ميدان الشعر والنقد.
ومضى قائلاً: “الخليل جعل الشعر في خمسة عشر بحراً، وأضاف عليها الأخفش بحراً آخر سماه: المتدارك، لتصبح ستة عشر بحراً”، موضحاً أنه من الواجب على الشاعر معرفة موسيقى الشعر، ليكتب بشكل صحيح، ولا يكون شعره عبارة عن خواطر.
ورداً على سؤال حول أهمية الأوزان في الشعر، قال د. نبوي إن التطور سنة الحياة والشعر العربي بدأ عمودياً ومستمراً، مضيفاً: “دائماً أقول إن جذع شجرة الشعر هو الشعر العمودي، الذي تفرع منه الشعر الحر، وأخيراً قصيدة النثر. وليس كل ما يكتب شعراً. وعلى مدى التاريخ لدينا مئات الآلاف من الشعراء، ولكن كم أبقى لنا التاريخ من الشعراء. فالشعر الذي يخلد هو الشعر وما دون ذلك هو نظم. وإذا استطاع الشعر أن يعبر عن أحلامي وطموحاتي وأحزاني وأفراحي هذا هو الشعر”.