اجتماعية مقالات الكتاب

ضفاف لرمضان تعتذر

ينبوع وجدّ يفجر بفجر شهرٍ أطل ليُشهر آيات العبادة والفضل.. فتبتسم الرحمة في عينيــهِ؛ وتمتد يدا المغفرة والغفران؛ بأرجل العتق تطــأه لتربت على أكتاف الروح من سُبات الغفلة؛ بمسبحــةٍ ثـلاثينيــةٍ لا ينفرط عقدها رافعة اكــفـــ التجليّ والتوسُل بدمع العبرات والحسرات على سجــادة العبادة ساكبــةً فيه الأبواب للجنان تفتــح وللنار تُغلق.

ضيف سرمدي الإقبال سريع الارتحال. هو من الرحمن وللرحمن أجره.
به وله إبجديـات الروح تبوح .. لــتبوح النفس على ضفاف نهره أفعال تتبدل لها فاه التعجب يثغـر لـيكون البعاد بدل التقرُب؛ وجرح الصيام عن مسك الجوارح. والامتناع عن الاجتماع. لتكثر فيه النفس بالتأفف وضيق الخلق والأخلاق معللة ذلك بالصيام عاقدة على جبينـها الضجرّ.
فـنجد في نطاق الأُسرة التوجس من رب اسرة في فترة الصيام لصوتٍ بصراخ يعلو ومشاكل تختلق “ولا سيكولوجية للتعميم” (كونه لم يُدخن).
وفي العمل عابس الروح قبل الجسد ينفر من هذا ويتأفف من ذاك.

وكذلك الزحام عند الأذان بزحام النفس والجسد مُتسارعي الدقائق والثواني ليأتي بالفطور وكأنه لا يوجد ما يسد رمقه ليفقـد المُسلم سلامه الداخلي وذلك النغم الروحاني في تلك الأيام الفضيلة غير ما يحدث من حوادث لا قدر الله. فأين ذلك الصبر وجهاد النفس على مسك الجوارح؟

وكما يكون على السلع الغذائية في الأول من رمضان يشهد آخره هذا التكالُب على الأسواق (كما تتكالب الأكلة على قصعتها) بالكاد تخلو المساجد من قيام الترويح بالرغم من عظمّ تلك الأيام العشرة بليلة هي للخير الف شهر.
فأين نحن يا أمة الإسلام من هذا الاستغلال الإيماني لتلك الإيام الفضيلة؟ اين أنتم يا من ستسألون عن أبنائكم؟

أين أنتُم من تلك المشاهد المرئيــة من طرح البرامج والمُسلسلات لـنجد منها مالا يُليق طرحة خاصة في ذلك الشهر “وهو ما ليس لنا به من بُد للأسف” من الأخذ بـيد الأبنـاء من الحث بوجوب الاستغلال لتلك الأيام لعظيمها وعدم هدرها في التفاهات والتُرهات من البرامج غير الهادفة والتي لا يراد بها خيراً للامة الإسلامية وهذا ما انوه به لرب الأسرة فأبناؤكُم امانة في أعناقكم “فكلكُم راع، وكُلكُم مسؤول عن رعيته”.

لتطفو ظاهرة قراءة القرآن من الجوال على ضفافه واني والله في اشد الاستغراب من هؤلاء كيف لهُم ان يتدبروا ويتأملوا آيات الله اين هي تلك اللذة في مس المصحف وعظمة الاستشعار به وعظيم آياته كيف يُستبدل كتاب الله بجوال؟ فلوا كان “المسج” المفاجئ او يد ضغطت بدون قصد فكيف يكون ذلك التأمل والخشوع؟
اين هو جهاد النفس في تلك الأيام والعض عليها بالنواجذ؟ فكيف لنا ان نسلم رمضان كما تسلمناه؟ “اللهم سلمنـا لرمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منّـا مُتقبـلاً يارب العالمين”.

Da3our_7k@

كاتبة وأخصائية نفسية ومًستشارة أسرية دولياً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *