هناك رجال كان لهم الأثر البالغ في مسيرة حياتي الكتابية – توجيهاً وتشجيعاً – مما ساعدني ذلك في تحقيق هدفي المنشود في مجال الصحافة والأدب والثقافة وكانوا موجهين قبل أن يكونوا مشجعين للشباب الواعد في صقل مواهبهم الأدبية والصحافية،
وما زلت أدين لهم بعد الله بفضل التلمذة والرعاية، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر أستاذي الجليل أحمد محمد جمال رحمه الله، الكاتب والأديب والمفكر الإسلامي المعروف مدير تحرير جريدة الندوة لصاحبها ورئيس تحريرها شقيقه الأستاذ صالح محمد جمال، رحمه الله في عهد صحافة الأفراد، وكان لي شرف الانضمام إلى أسرة تحرير هذه الجريدة خلال تلك الفترة، كاتب عمود يومي بعنوان (فكرة اليوم) وكنت آتي إليه من الطائف حيث مقر عملي عن طريق السيل قبل فتح طريق الهدا – مكة بواسطة سيارات (الأبلكاش) رغم وعورة الطريق وبطنجته وخاصة ريع المنحوت ووادي اليمانية المشهور، لتسليمه مادة عمودي لتعذر وجود وسيلة توصيل سريعة، في تلك الحقبة، وكان مقر مكتبها بمقر مطابع الثقافة بحي الزاهر، وكنت أحظى أنا وغيري منه بحسن الاستقبال وبشاشة المحيا والأخلاق العالية، والتواضع الجم، وكان بمثابة مدرسة متكاملة لي ولأمثالي من جيل الشباب وأصحاب المواهب، (توجيهاً وتعليماً ورعايةً).
وقد توفي هذا العالم الجليل والكاتب والأديب والمفكر الإسلامي رحمه الله مأسوفاً عليه بعد أن ترك إرثاً إسلامياً وأدبياً يُشار إليه بالبنان، تمثل في العديد من المؤلفات الأدبية والثقافية والإسلامية، وخاصة فيما يتعلق بفضائل الإسلام وتعاليمه القيمة والمنافحة عنه ضد التيارات العدائية بالحجج الدامغة المنبثقة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
خاتمة: إن من تابع السيرة العلمية والعملية والأدبية والإسلامية لهذه الشخصية الفذة، والتي لا يتسع لذكرها مساحة هذه العجالة يجدها حافلة بالمعطيات الخيرة والإنجازات الوطنية الباهرة والتميز والريادة في المجالات التي عاصرها والمناصب التي تقلدها، فكان نعم المسؤول والمخلص لأمته ووطنه وقيادته إخلاصاً وولاءً ووطنيةً، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل ما قدمه لأمته ووطنه وولاة أمره في ميزان حسناته.
وبالله التوفيق ،،