“البيضة والحجر” هو عنوان لأحد أفلام الفنان العبقري أحمد زكي في التسعينات من القرن الماضي، وتدور قصته حول شاب مثقف يبتعد عن مهنة التعليم؛ ليجد نفسه يمتهن الخداع والدجل بأسلوب جديد وراق يخدع من خلاله جميع فئات المجتمع من خلال قراءة الطالع والفنجان والشعوذة، وحتى باستخدام علم النفس والعلاقات وباستخدام أسلوب تقصي المعلومات عن الضحايا.
ما جعلني أتذكر هذا الفيلم هي قصة الماء المرشوش التي طرأت على السطح عقب مباراة الاتحاد والفتح في الجولة الماضية، وما صاحبها من ادعاءات، وهو ما جعلني أتذكر أيضًا قصة المباراة (المزعومة) بين الهند والبرازيل، التي فازت بها الهند بعشرة أهداف باستخدام الشعوذة، ما جعل الفيفا يمنع الهند من المشاركة في لعبة كرة القدم (لكن ليس في الألعاب الأخرى) وبصرف النظر عن أن تلك المباراة لم تحصل أبدًا، والعجيب أن هناك أجيالًا كثيرة صدقت هذه الأسطورة، ولكن الأعجب من ذلك هو أن الكثيرين يؤمنون أن لا شيئًا يضر وينفع إلا بإرادة الله، وأن كيد الساحر لا يفلح، وأن المنجمين يكذبون وإن صدقوا، ولكنهم يقفون أمام هذا الأمر عندما يتعلق الأمر بكرة القدم، وهو أمر مؤسف في هذا الزمان التنويري الذي تفقه الناس فيه بأمور دينهم لأبعد الحدود.لقب كأس العالم عبر تاريخه، وبين جميع المنتخبات التي شاركت به لم يحققه سوى ثمانية منتخبات فقط، وذلك أمر يجعلك تتساءل أنه إن كان هناك دول تم (تأطير) اشتهارها بالشعوذة فلماذا لم تحقق هذه الدول اللقب خلال تلك المشاركات؟ أنا لا أنفي تلك الممارسات في ملاعبنا في فترات سابقة، خصوصًا من خلال قصص سمعناها بروايات من لاعبين وشخصيات في الوسط الرياضي، ولكنهم في الوقت نفسه أبدوا ندمهم وتوبتهم مما حصل في تلك الفترة، لنأتي ونتقبل طرحها في هذا الزمن من قبل أشخاص يفترض أنهم في قمة الثقافة والوعي.