ثبت علمياً أن التدخين يمكن أن يسبب العديد من العوامل الصحية مثل سرطان الرئة وأمراض القلب وانتفاخ الرئة وغيرها؛ على الرغم من هذه المعرفة التي تم تناقلها عبر الأجيال حول عدد المخاوف الصحية التي يؤدي إليها التدخين إلا أن الناس يستمرون في التدخين حول أشخاص آخرين؛
بالتأكيد يسبب التدخين خطراً على صحة الفرد ولكن هناك دليل يشير إلى أن التدخين يمكن أن يسبب مشاكل لمن حولك؛ من المعروف أن الأطفال أكثر عرضة للأمراض من البالغين؛ ففي مثل هذه السن المبكرة يتطور الجسم ويجهز نفسه للمستقبل وعندما يتعرض لهذه الملوثات الضارة يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة لهم؛
يميل الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي إلى الإصابة بمزيد من التهابات الأذن والسعال ونزلات البرد ومشاكل الجهاز التنفسي وتسوس الأسنان؛ في حالة إصابة الطفل بالربو فإن الدخان الذي ينفث في الهواء يمكن أن يكون محفزاً له فالربو هو حالة يصاب فيها الشخص بالتهاب مجرى الهواء مما يجعل التنفس صعباً عليه؛ وعندما يستنشق الطفل المصاب بالربو التدخين السلبي فإنه يؤدي إلى المزيد من نوبات الربو ويمكن أن تتسبب في أن تكون النوبات أكثر حدة؛
كذلك يتسبب التدخين السلبي في التهابات الجهاز التنفسي السفلي الحادة مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي عند الرضع والأطفال الصغار؛ يتعرض الناس للدخان السلبي في كثير من الأماكن والحدائق والشواطئ والمدارس والملاعب وهذه كلها بيئات ينمو فيها الأطفال؛ يشكل التدخين في الأماكن العامة تهديداً فهناك أعقاب للسجائر التي يتم التخلص منها بشكل أساسي في المناطق العامة مثل الحدائق والملاعب والشواطئ والأرصفة والمناطق التجارية وجميع المناطق التي كانت خالية من هذه النفايات والتي جعلت من الصعب على الناس الاستمتاع بالمظهر العام فلا أحد يحب أن يرى شارعاً أو منفذاً مليئاً بأعقاب السجائر وكل هذا يساهم في تلوث الأرض بشكل عام ويمكن أن تصبح أعقاب السجائر التي يتم التخلص منها خطراً محتملاً لخطر الاختناق على الحياة البرية والأطفال الذين يجدونها في هذه المناطق كما يمكن أن تكون هناك مواقف يمكن أن يجد فيها طفل صغير يلعب على الرمال على الشاطئ أو الملعب عقب سيجارة ويميل إلى وضعه في فمه؛ وهذا ينطوي على مخاطر عديدة لأن أعقاب السجائر تحتوي على العديد من المواد الكيميائية الضارة بالجسم؛ قد تشير المناطق التي يقيم فيها المدخن إلى بعض الحالات لأمهات حوامل وعندما تتنفس الأم دخاناً سلبياً فإنه يؤثر على الطفل داخلها وقد تتعرض الأمهات للتدخين السلبي للعديد من المخاطر. لأنها تتعرض لمواد كيميائية ضارة تسبب الإجهاض والولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة؛ كان التعرض السلبي خلال أواخر القرن العشرين للنساء مرتفعاً بشكل كبير ففي حوالي ثمانينيات القرن الماضي تعرض ما يصل إلى 80 ٪ من النساء في سن 4 سنوات فما فوق للتدخين السلبي ما جعل نسبة كبيرة تعاني من أمراض مزمنة.
NevenAbbass@