رياضة مقالات الكتاب

أعيت من يداويها

في الجولة الماضية، حصلت حادثة في مباراة فريقي الهلال والتعاون، حين ذهب أحد المشجعين مرتديًا قميص نادي النصر للجلوس في وسط مشجعي نادي الهلال وانتشر فيديو لأحد الأشخاص يخرجه من وسط المدرج.

الاحتمالات كثيرة ومتعددة؛ أولها أن المشجع لم يقم بأي عمل استفزازي، أو أنه قام بعمل استفزازي قابلته ردة فعل عدائية من بعض الجماهير، وأن الرجل- الذي يقال أنه إعلامي- حاول إخراجه بكل هدوء ومسؤولية؛ منعًا لأي فعل، أو ردة فعل من كلا الطرفين قد يتطور إلى موقف سلبي، لانريد أن نراه في مدرجاتنا، أو أنه قد كان هجوميًا في تعامله لإخراجه، وهنا قد تلاحظون أنني طرحت كل ما سبق على سبيل الفرضيات، لأنني لا أعرف تفاصيل ماحدث ولم أرَ بيانًا تفصيليًا رسميًا لما حدث؛ لذلك أحاول طرح جميع الفرضيات.

الحقيقة أن الحكمة غاية نحاول الوصول إليها، والحماقة متعبة لمن يشاهدها أكثر من مرتكبها، فنضطر إلى التضجر وحرق الأعصاب بسببها، والحقيقة أن غالبية البشر لا تنقصهم الجرأة، وبإمكانهم عمل أي شيء، ولكن ما يفرق العاقل عن الأحمق هو الحكمة، فقد تعتقد أن شخصًا أسبانيًا يشجع ريال مدريد، ليست لديه بذرة الهياط والجرأة للذهاب والجلوس بقميص الريال في وسط جماهير البرشا في مباراة بين الفريقين، سواء ارتدى القميص عند الدخول أو بدله عقب دخوله، وأقول ذلك لأن الأمن سيمنعه من الدخول أصلًا، فما بالك لو كانت مباراة لبرشلونة ضد فريق آخر غير الريال، وهنا سأنفي الحماقة عنه؛ لأنه في الحقيقة يعاني من الفراغ لذهابه بهذه الهيئة وإقدامه على هذا التصرف؛ لأنه لم يذهب ليشجع فريقه، أو لمجرد التمتع بمشاهدة كرة القدم.

قد يحاججني البعض أنه من حق المشجع ارتداء ما يريد في نطاق الاحترام، كما من حقه الجلوس في أي مكان يريده، وهذا أمر صحيح، ولكن المصلحة العامة هي ما يغلب دائمًا فما الذي ستجنيه الصورة العامة لدورينا لو حصلت مشكلة بين الطرفين بصرف النظر عن من أشعل شرارتها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *