- حدثينا عن مسيرتك المهنية وكيف أصبحت سِيارا وكيف أصبحتِ وجهًا للشركة في المنطقة؟
هناك انسجام واضح بيني وبين سِيارا؛ فما تمثله الشركة وما ترمز إليه يتناغم مع شخصيتي ومهنتي ومع الرسالة التي أريد أن أنشرها بين النساء في أنحاء المنطقة، بعد أن تنقّلت في العديد من المناصب في حياتي، حيث يظلّ الطعام اللذيذ والصحي جزءًا كبيرًا من شغفي واهتماماتي، فقد حرصت طوال 17 عامًا على تعليم النساء في برنامج “التفاح الأخضر” على قناة MBC سبل الاستمتاع بالطعام اللذيذ المُعدّ بطريقة صحية، وما زلت أعرض هذه المقاطع على منصة “عيشوها أحلى” الخاصة بالصحة والعافية على كل من “فيس بوك و”إنستغرام” و”يوتيوب” و”تيكتوك”. لكن ما قد لا يعرفه البعض هو أنني عملت في صغري مع والدي الذي كان طبيبًا، ولكن أيضًا معالجًا متخصصًا في الطب الصيني والتغذية، وساعدته على نشر أول كتاب عربي عن الطهو الصحي، ما يجعله مجالًا يحظى باهتمام كبير في حياتي.
لذلك أعتز بالانضمام إلى مساعي سِيارا الرامية إلى تقديم منتجات لذيذة ومذاقات استثنائية إلى موائد المنطقة، وأفتخر بوقوفي أمام الكاميرات بصفتي إعلامية وأمًا وزوجة وصديقة وطاهية ومحبّة للطعام، وباعتباري امرأة شاركت العديد من النساء في جميع أنحاء المنطقة لحظاتٍ مهمة من حياتها.
- كيف تنسجم علامة سِيارا تنسجم مع مسيرتك نحو لاحتضان التغيير، وما هو الدور الذي تلعبه هذه العلامة في الدعوة إلى إحداث التغيير في حياة المرأة؟
تمثّل الحياة لي سلسلة مستمرة من التغيّرات والتقلّبات؛ فقد عشت في خمس دول طوال حياتي، و وبحكم شغلي أجد نفسي كل يوم في مكان جديد في كل مرة أضطريت للتأقلم و تقبل التغيير و موقف مختلف و ألتقي باستمرار بأشخاص جدد. وهذا كله يشكّل مسيرة تعلّم تخللتها تحدّيات، لكن العقل يصبح معها أكثر مرونة وتقبّلًا وقدرة على التكيّف، ما يجعل المرء يواجه مخاوفه ويُقبل على التغيير. للأسف، نشأ بعضنا خائفًا من التغيير، لا سيما النساء، وبالتحديد في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يحول بيننا وبين النمو، وحتى إننا في الأمثال الشعبية نقول “ما تعرفه أفضل مما لا تعرفه”!
لذلك، ولأهمية إحداث التغيير المنشود، أطلقت سِيارا حملة بعنوان “إحداث التغيير على المائدة”، لتشجيع النساء على تبني التغيير والتأمل في الذات، والسعي بجرأة لتحقيق أحلامهن والعيش بسعادة. هذه الحملة تخاطب النساء أولاً في الشرق الأوسط، وتشجعهنّ على تبني التغيّرات التي تتطلبها المسيرة الشخصية لكل منهنّ، وتبني الرؤى التي يملكنَها لحياتهن.
لقد بدأت هذه الحملة في صميم حياة المرأة؛ المائدة التي تصنع فيها ومعها الكثير من الذكريات، ويتشارك أفراد الأسرة حولها لحظات قيّمة، والتي يشعرون أمامها بالترابط من خلال تناولهم معًا وجبات الطعام المصنوعة بحبّ.
تتطرق حملة “إحداث التغيير على المائدة” إلى الغذاء الصحي وعادات تناول الطعام بطريقة واعية وتجاوز بعض الأمور التي تعتبر عيبًا فيما يتعلّق بتناول الطعام.
- هلّا أخبرتِنا عن أهمية الإقبال على التغيير في حياتنا؟
دعوني أشِر إلى اقتباس مهمّ يقول “التغيير هو الثابت الوحيد في الحياة”، والأشخاص الذين ينجحون أكثر من غيرهم في الحياة هم الذين يتمتعون بالمرونة الكافية لقبول التغيير والتكيّف معه. فالتغيير قوة غريبة في حد ذاته، وأحياناً تكون التغييرات أفضل لك، حتى وإن كان إحداثها صعبًا، مثل تغيير العادات السيئة التي تعلم أنها تؤذيك. لذلك، من المهم إتقان فن التغيير والتمتع بالقدرة على التكيّف والتحلّي بالمرونة، وكل تغيير يبدأ من العقل، ويغدو تدريبًا ذهنيًا ونظرة إلى الحياة يمكن للمرء أن يتعلّم تبنّيها.
- أخبرينا عن حياتك المهنية؛ ما الذي دفعك للتنقل عبر مهن متعدّدة؟
كنت أعمل دائمًا في مجال الإعلام، لكنني عملت في مجالات أخرى ذات علاقة بالإعلام منذ بداية مسيرتي المهنية؛ فقد عملت في إيطاليا في شبكة ART، إحدى أوائل شبكات الأقمار الصناعية في الشرق الأوسط، حيث شغلت وظائف متعددة، قبل الانتقال إلى مصر وعملي مذيعة ومنتجة محتوى على قناة MBC، ما طوّر من قدراتي في مجال الإعلام وجعلني أستمتع وأقدّر العمل أمام الكاميرا وخلفها. لذا، فإن مهاراتي لا تنحصر في تقديم البرامج فقط، وإنما أحبّ العمل في تطوير المحتوى والإنتاج والتدريب الإعلامي. بعد ذلك انتقلت من الاشراف على المحتوى والتقديم لبرنامج التفاح الأخضر على MBC، لرائدة أعمال و منتجة فإفتتحت ستوديو الإنتاج الخاص بي “إيماغو” للإنتاج قبل ثلاث سنوات فقط، كما شرعت في العمل بمنصتي “عيشوها أحلى” الخاصة بالصحة والعافية على كل من “فيس بوك و”إنستغرام” و”يوتيوب” و”تيكتوك”.
لقد كنت محظوظة بوجود أشخاص حولي مكنوني من متابعة مسيرتي المهنية هذه مع كوني ابنة وزوجة وأمًا، وقد واصلت هذا الطريق بإصرار، ولم يكن ذلك بالأمر الهيّن دائمًا، لكنني أتقبّل وأتعلّم كل يوم، ولهذا أظلّ دائمًا أشعر بالامتنان.
- حظي موضوع “تمكين المرأة” بصدارة الاهتمامات في الماضي القريب. فما رأيك في ذلك؟
مرّت سنوات منذ أن أصبح ورود مصطلح “تمكين المرأة” في أحاديثنا روتينيًا. أنا أؤمن بأن حصول النساء على الفرص المتكافئة كفيل بدفع المجتمع إلى الأمام وخلق التغيير المنشود. تمكين المرأة مسألة ضرورية للصحة والتنمية الاجتماعية والأسرية وتطوير البلدان والنهوض بها. وهذه هي القيم التي حرصت على أن أربي ابنتَيّ عليها، وأريد أن أراهما وجميع الفتيات والشابات في الشرق الأوسط يعشن حياة مُرضية ومنتجة ويحققن إمكاناتهن الكاملة في بيئات أسرية ومجتمعية آمنة وداعمة و هذا في حد ذاته يحتاج منا أولا تقبل التغيير لبعض عوائدنا و قناعتنا و أسلوب تعاملنا سويا و التغيير في أسلوب تربية أطفالنا ذكورا و إناثا
- هل لدى هويدا أية كلمات تودّ أن تختم بها هذا اللقاء الممتع؟
الطعام في الشرق الأوسط، وربما في جميع أنحاء العالم، يُعتبر رمزًا للحب، ولطالما ظلّت مائدة العشاء مائدة للتواصل والمرح ومشاركة الاهتمامات، ولهذا فإن حملة “وقت التغيير” تأتي تكريمًا لتلك العناصر التي تحظى بأهمية خاصة في حياتنا، وأنا فخورة بأن أكون جزءًا من هذه الحملة وجزءًا من مجتمع جديد يحتضن التغيير ويمكّنه.
