الإقتصاد

 ظهور الهند : هي قلب المحور ومحطة نحو الإبتكار والتكنولوجيا في العالم 

نيو دلهي : البلاد

أصبحت الهند من البلاد المفضلة ومناسبة لإنشاء مراكز القدرات العالمية   ( GCCs ) حيث يوجد فيها حوالي 50% من مراكز القدرات العالمية مما جعلت الهند مكانة مرموقة كمركز التكنولوجيا والإبتكار وتتجاوز قدراتها بالمقارنة بعض البلدان المتقدمة في العالم . ووفقاً لتقديرات ناسكوم ، من المتوقع أن الهند تقوم بتخصيص مبلغ 100- 150 مليار دولار أمريكي في قطع البحث والتطوير الهندسي ( ER&D )

حيث قال بيان صحفي أصدرته الحكومة الهندية مؤخراً ” في الواقع يعتبر ظهور الهند في مشهد التكنولوجيا ولإبتكار في غضون فترة زمنية قصيرة على الرغم من التحديات مثل جائحة الوباء أمراً مثالياً ” على حد قوله ومن الواضح أن هناك عوامل اقتصادية وسياسية مختلفة التي سهلت ظهور الهند بسبب أن الشركات الهندية بدأت تتوسع مع تعزيز القدرات المحلية وعلى سبيل المثال ظهور الشركات في صناعة المكونات الإلكترونية مثل مايكروماكس ، لافا، اوتيكس ، ديكسون و كاربون ( Micromax, Lava, Intex, Dixon, Karbonn )  ونحو ذلك .

ومن جهة ثانية ، أصحبت الهند الواجهة المفضلة لأنشطة التصنيع للشركات العمالقة عالمياً مثل إيبل و سامسونغ (  Apple/ Samsung ) في حين أن الشركات الهندية مثل      Infosys, TCS, and Wipro  هي أسماء موثوقة في تطوير البرمجيات على مستوى العالم ثانياً أن الحكومة الهندية في سياساتها وخططها وضعت تركيزاً خاصاً على بناء تصميم وتصنيع أنظمة الإلكترونيات ( ESDM ) وفي الوقت نفسه أن الحكومة الهندية اعلنت عن سياسة صندوق تطوير الإلكترونيات (  EDF  ) لحماية رأسمال الشركات التي تقوم بتطوير تقنيات جديدة في الإلكترونيات والإلكترونيات النانوية وتكنولوجيا المعلومات .

وهذا القرار سيساعد على بناء نظام بيئي من اجل توفير رأس المال المخاطر للشركات التي تقوم بالبحث والتطوير كما اعلنت الحكومة الهندية عن مخطط حوافز عامة مرتبط بالإنتاج بقيمة 24 مليار دولار أمريكي لتعزيز التصنيع في مجالات الإلكترونيات والإتصالات والسيارات والسلع البيضاء ونحو ذلك ثالثاً : أن أساس المحور التكنولوجي في الهند يكمن بشكل كبير في مواردها البشرية في مجال التقنية .

علماً أن هناك حوالي 5.1 مليون شخص يعملون بشكل مباشر في صناعة تكنولوجيا المعلومات في الهند مع وجود مجموعة كبيرة من رواد الأعمال المشاركين في الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا بالإضافة إلى ذلك هناك عدد كبير من معاهد التدريب الهندسي والمهني عبر الهند حيث قامت الحكومة الهندية بإستثمار مبلغ ضخم بقيمة 20 مليون دولار أمريكي في إنشاء مراكز الإبتكار وريادة الأعمال في مؤسسات التعليم العالي لإنتاج القوى العاملة لديهم الدراية التقنية من المراحل الإبتدائة فصاعداً .

رابعاً : أن الهند تمتلك واحدة من البنى التحتية الرقمية الأكثر توسعاً ولديها أسواق التي تزود شبكات الإنترنت ذات التنافس الشديدة وأرخص الإشتراك بالإنترنت في حين أن الهند من خلال النطاق الواسع تسد الفجوة الرقمية في مجال خدمات الإنترنت والإتصالات علماً أنه بحلول سبتمبر 2022م ، كان لدى الهند حوالي 851 مليون مشترك  في الإنترنت بينما 40% من المشتركين في المناطق الريفية.

يذكر أنه من خلال التسجيل التوعي في نظام التعرف الفردي الهندي يسمى                              بـ (  AADHAR ) فقد تم اندماج السكان في الرفاهية الإقتصادية تحت برنامج ثلاثي            ( Jan Dhan, AADHAR and Mobile) بالإضافة إلى ذلك أنه يتم تنفيذ عدد كبير من المعاملات المالية عبر الإنترنت من خلال استخدام تطبيقات UPI تابعة لشركات التكنولوجيا المتقدمة  تعتبر فرصة فريدة للسوق الهندي الكبير.

خامساً : على الرغم من أنه يبدو في سياق متصل، كما اشارنا سابقاً في مواقف مختلفة أن سر النجاح للهند في مجالي التكنولوجيا والإبتكار يكمن في تعاملها الديمقراطية بينما تحظى الهند بتقدير كبير لنظام القيم الديمقراطي المتعلق بتكنولوجيا ضد الإستبداد التكنولوجي الذي تمارسه بعض البلدان مع العلم أن الهند تحترم حق الخصوصية وحرية التعبير والحذر من المراقبة وذلك بناء على نظام القيم الديمقراطي.

بالإضافة إلى ذلك ، ظهرت الهند كقائد لنظام الديمقراطي الرقمي وهي برزت من خلال دورها في بناء ونشر التقنيات الرقمية من قبل البلدان الأخرى التي تقوم برقمنة تسليم سلع الحوكمة حيث تستغل الهند الوضع الجيوسياسي والتوترات تسود بين الصين وبقية العالم  من خلال دبلوماسيتها التقنية فيمكن للهند استخدام مصداقيتها الدبلوماسية من اجل توسيع الإبتكار في قطاع الأدوية والتكنولوجيا المالية.

كما أن الهند لديها إمكانات هائلة من أجل تعزيز قدراتها التصديرية في مجالات مثل تقنية الإتصالات وتكنولوجيا الفضاء ورقائق أشباه الموصلات في حين اعلنت الهند  برنامج Semicon India لتصميم وصناعة رقائق أشباه الموصلات بتكلفة أكثر من 9 مليارات دولار أمريكي بما في ذلك الدعم المالي لإنشاء مصنع اشباه الموصلات وشاشات وكذلك مخطط الحوافز المرتبطة بالتصميم (DLI )  .

كلها تدل على أن الهند دخلت في عصر استخدام الدبلوماسية التقنية وهي تمتلك القوة الناعمة والصلبة فيمكن القول بشكل قاطع أنه من خلال السياسات السليمة والتي تدعم البنية التحتية الرقمية والقوى العاملة والبيئة الدولية وهي ستكون قادرة في طريق تحويل الإبتكار والتصنيع فضلاً من كفاءتها الأساسية في السنوات القادمة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *