أجمل الناس الذين قابلتهم هم أولئك الذين عرفوا الهزيمة والمعاناة والصراع والخسارة ووجدوا طريقهم للخروج من تلك الأعماق.
لا شك أن اليأس من طبيعة الإنسان التي بينها الله في القرآن الكريم حيث قال: “وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا”.
عندما نتعرض للرفض والخذلان والأذى من قبل الناس، أحياناً يكون هناك نعمة خفية وراء كل هذه الأحداث ربما لا نكون واعياً بها، وهذه الفكرة تتجلى في معنى الخيرة، وتجعلنا ننجو من السقوط بمشاعر اليأس الكئيبة، ونتمسك بأمل سيأتي يوم جيد فيه العوض من الله.
إن اليأس فقدان الأمل والوقوف عن العمل، وهو بوابة المشاعر المهلكة والنهاية المؤلمة، حيلة من الشيطان تجعلك تشعر بالعجز التام. وربما يتجلى اليأس في لفظ “إِنَّا لَمُدْرَكُونَ” كلمة نرددها لكن بلفظ اخر “ما فيه امل” “أغلقت الدنيا في وجوهنا” “خلاص أنتهينا” “وين ما نطقها عوجاء”، ثم يأتي الحل من المستحيل بشعور اليقين والتسليم “كلا إن معي ربي سيهدين”
وقد أجمع العلماء على تحريم اليأْس والقنوط، ومن اليأْس والقنوط ما يخرج من الملة، ومنه ما لا يخرج من الملة، وإنما هو من الكبائر، بل أشد تحريماً من الكبائر الظاهرة كالزنا، وجعلهما القرطبي في الكبائر بعد الشرك من حيث الترتيب.
فاصلة:
انكسر ولكن لا تتحطم، أبكِ ولكن لا تيأس، تحسَّر ولكن لا تستسلم، امتلك مفتاح سجن اليأس وحرر نفسك من القيود، ولا تفقد الأمل بالله أبداً لأنه لم يفقد الأمل فيك.
Faheid2007D@