الإعلام هو المهنة الأجمل في العالم، التي تكشف كل السلبيات وتعالج الأخطاء، ولذلك أطلق عليه السلطة الرابعة.
وعندنا نتحدث عن الإعلام الرياضي لدينا، فقد كان يسير في السابق بشكل جيد؛ وفق منظومة مميزة تقودها مهنية الإعلامي في نقد السلبيات وكشفها وتقديم الحلول. أما في السنوات الأخيرة تحول الإعلام الرياضي لدينا من إعلام يكون سلطة رابعة إلى إعلام ميول بشكل فج، وكأن الإعلامي تحول إلى ممثل لنادٍ، ومنذ سنوات كان لكل إعلامي ميوله- وهذا طبيعي- لكن كانت المهنية تطغى على الميول، أما حاليًا فتحولت البرامج الرياضية في القنوات الفضائية أو في حسابات الإعلاميين في تويتر أو المساحات إلى ميول فاضحة وواضحة وسقطت المهنية الإعلامية.
وأصبح الإعلامي يتحدث ويدافع عن ناديه وكأنه موظف في النادي، وبتنا نسمع نغمة إعلام الأهلي وإعلام الهلال وإعلام النصر وإعلام الاتحاد؛ وهذا أمر يسقط مهنية الإعلام ويجعلها بدون سلطة رابعة، بل تحولت معها لتكون ” سمك، لبن، تمر هندي”.
والغريب أن يتحدث معك المشجع وكأنك تعمل في النادي وتأخد راتبًا ثمن دفاعك عن النادي، بينما يفترض أنك تمارس مهنيتك في النقد والانتقاد والتحدث عن كل الأندية بعيدًا عن الميول، ولكن واضح أن الكثيرين من الإعلاميين الآن يبحثون عن ألقاب “اجلد” والسيف والجلاد والرجل الأقوى، بينما في لغة الإعلام ولغة مهنية الإعلام أنت تكون الأضعف؛ لأنك لم تحترم عملك ومهنيتك.. وللأسف فإن منظومة الإعلام الرياضي لدينا الآن في أضعف مراحلها المهنية، لأن من يتصدر مشهد القنوات والبرامج هم ممثلون للأندية، ولا يمتون بصلة لمهنة يعتبرونها في أوروبا السلطة “الأقوى”.
السؤال الأهم.. من يستطيع أن يعيد للإعلام الرياضي هيبته ويكون” سلطة رابعة”.. ونقول لدينا جيل إعلامي قوي يساعد في النقلة الكبيرة لرياضة السعودية التي يقودها عراب الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، الذي يريد أن يكون لرؤية 2030 وجود في كل المجالات.