نواصل اليوم تقديم قراءة في اللائحة التنفيذية لنظام حقوق كبير السن ورعايته الذي صدر في يناير 2022م ومازال كبار السن ينتظرون التمتع والاستفادة مما ورد في مواد النظام.. بداية نعيد التأكيد على أن النظام جاء متقدماً جداً ومنح كبير السن ميزات تجعله في حياة أفضل.. غير إن التطبيق ينتابه أحياناً ما يعطل الهدف السامي من إصدار النظام.
في المادة التاسعة من اللائحة التنفيذية لنظام حقوق كبير السن ورعايته المتصلة باستحقاق كبير السن للدعم والاعانة ورد ربط صرف الاعانة بالاتفاق مع وزارة المالية وكذا الميزانيات المرصودة، وهذا قيد قد تحتج به الادارات التنفيذية لتقييد أو الحد من صرف الاعانات، والحجة التي قد يسمعها كبير السن وذووه: “عدم وجود ميزانية لمثل هذا أو نفادها أو أن البند لا يسمح”.
وفي المادة العاشرة من اللائحة ورد: “على الجهات الحكومية والهيئات والوزارات أن تمنح كبير السن حامل بطاقة التميز مقاعد في الصفوف الأمامية ووضع لافتة تشير إلى ذلك”.. وهنا نقول: ما الجديد الذي جاءت به اللائحة؟ ألم يرد هذا في نص النظام؟
ألم يكن الأولى باللائحة أن تأتي بآليات مفصلة تلزم الجهات والوزارات والهيئات بتنفيذ هذه المادة وأن يتم التفتيش المستمر للتأكد من مستوى جودة يليق بكبار السن.. أيضاً لم تشر اللائحة إلى إلزام منظمات وشركات القطاع الخاص بتنفيذ ما تستحقه بطاقة تميز كبار السن من حقوق؟ فهل منظمات القطاع الخاص مستثناة من تنفيذ حقوق وامتيازات كبار السن؟
ومن إيجابيات المادة العاشرة وفي فقرتها الثالثة من اللائحة أنها لم تربط الحصول على مميزات النظام بوجود بطاقة تميز كبير السن بل منحت الحق بالمميزات ببلوغ سن الستين أو أكثر وهذا يحسب للائحة فقد لا يتيسر لبعض كبار السن الحصول على بطاقة التميز. وقيدت المادة الخامسة من اللائحة الاحتياج المالي بأن يكون كبير السن مستفيداً من برنامج الضمان الاجتماعي بينما ما زال قطاع التنمية الاجتماعية في الوزارة المعنية لا يعُدُ القصور في القدرات العقلية والنفسية مبرراً يستحق صاحبه الحصول مباشرة على الضمان الاجتماعي، وقيّد الحصول على الضمان بأن يكون الشخص الذي يعاني قصوراً في قدراته العقلية والنفسية يسكن لوحده، أو يكون عقد إيجار المسكن أو صك تملكه مسجلاً باسمه. فأي عقل يقبل مثل هذا الشرط؟ يا قوم من يعاني من قصور في قدراته العقلية والنفسية هل تطالبونه أن يسكن لوحده أو يستأجر مسكناً؟ ما هذا الشرط الغريب العجيب؟
لماذا لا يعامل ذو الاعاقة العقلية والنفسية مثلما يعامل ذو الاعاقة الجسدية.. بل إن الأخير قد يسكن لوحده ويكوِّنُ أسرة، بينما ذو القصور العقلي والنفسي لا يقدر على ذلك أبداً.. والله أعلم.
ogaily_wass@