تعتبر مقبرة امنا حواء من المقابر التاريخية في دفن موتى سكان جدة وعائلاتها منذ القدم وقد لا يوجد اسرة في هذه المدينة الا ولها قبر عزير يزار من وقت لاخر وخاصة في الاعياد حيث يرتاد الناس المقبرة بعد صلاة العيد للسلام والدعاء لموتاهم.
ولقد اكرمنا الله سبحانه وتعالى بالمسجد المعروف بمسجد الجفالي منذ اكثر من ثلاثين عاماً فهو الاقرب للمقبرة حيث تقام فيه صلاة الجنازة لمن سيدفن في امنا حواء وكثيرا ما تجد ازدحام السيارات على مواقفه عند كل فرض وخاصة عندما تصل الجنازة للصلاة عليها بعد صلاة الفرض وتتفرق بعدها الجموع التي حضرت سواءً للصلاة او لمرافقة الجنازة حتى المقبرة والتي تقع على مقربة يقطعها المشيعون مشياً في اغلب الاحيان.
وقامت وزارة الثقافة في الوقت الراهن بتنظيم المواقف عبر شركة (السيف) الامنية بحيث لا يسمح بالدخول في حالة امتلاء المواقف المخصصة للسيارات منعا للوقوف الذي يعيق احياناً الاخرين في حالة زيادة السيارات عن المساحة الفعلية المتوفرة للعدد داخل الموقف.
وان كنا سابقاً نصطف بسياراتنا حتى عند زيادتها مدركين ان الجميع سينصرف فور انتهاء الصلاة المفروضة او صلاة الميت في حالة وجود الجنازة بعد صلاة الفرض.
ولكن الذي يظهر حالياً ان كثيراً ممن يأتون من الاحياء البعيدة مبكرين لصلاة الجنازة لا يجدون مواقف لسياراتهم حتى من يصل منهم قبل الاذان حيث يطلب منهم مسؤولو الامن البحث عن مواقف اخرى غير مواقف المسجد المخصصة لسيارات المصلين والمشيعين حتى وهم لا يتجاوز وقوفهم للصلاة او الدفن طويلاً.
والملاحظ ان هدف توفير المواقف للمصلين والمشيعين المبكرين في الوصل الى المسجد منهم والمتاخرين قد تلاشى منذ مدة طويلة حيث تحتكر سيارات اصحاب المتاجر والمكاتب المحيطة بالمنطقة من اول النهار حتى اخر الليل ومعهم من ياتي للنزهة او التسوق لساعات طويلة في المنطقة التاريخية مما يجعل توفر المواقف للغرض الاساسي لها قد انتفى واصبح على القادمين من المصلين والمشيعين البحث عن مواقف بعيدة وغالباً ما يصل البحث عن المواقف الى مواقف اسواق الكورنيش اوبجوارها وتستغرق العودة سيراً على الاقدام بعد هذه المفاجآت وقتاً يصل بعده الناس الى المسجد ليجدوا الصلاة قد انتهت وفاتهم الغرض الاساسي وهو صلاة الجنازة ويضطرون بعد ذلك مواصلة المشوار مشياً الى المقبرة ليجدوا ان اهل الميت قد غادروا بعد مراسم الدفن وتلقي العزاء وليبحث عنهم القادم من عشرات الكيلومترات لاداء الصلاة على الميت والمشي خلف الجنازة ان كل ما قام به ذهب هباءً وعليه العودة ماشيا الى موقف سيارته البعيد.
والذي يقترحه البعض ممن عانوا ويعانون من صعوبة المشي واستحالة الدخول وفوات الصلاة وخاصة صلاة الجنازة بسبب منع مسؤولي الامن واكتفائهم بالعدد الفعلي للمساحات المتوفرة واحتكار اصحاب المحلات التجارية والمتسوقين لمواقف المسجد المجانية ولساعات تبدأ غالباً من اول النهار الى منتصف الليل يقترحون أن:
1 – يسمح بالوقوف المتوازي فترة الصلوات فقط.
2 – منع اصحاب المحلات التجارية من احتكار المواقف طيلة الدوام.
3 – منع الدخول الى المواقف الا في اوقات الصلوات.
4 – تحويل مواقف مسجد الجفالي الى مواقف مدفوعة تخفيفاً على القادمين من الاحياء البعيدة والذين يحتاجون المواقف لفترات قصيرة لا تزيد عن وقت اداء الصلاة او تشييع الجنازة واداء واجب العزاء.
sal1h@
