يمضي الهلال من بطولة إلى بطولة، وهو يخوض غمار وعباب البحار ويقاتل ليحجز له مكانًا وإنجازًا جديدًا ورائدًا، ينافس نفسه فقط، وبدون مضايقات من أي فريق. كيف لا وهو يتفرد بالأرقام ويبتعد كل عام بإضافة منجز يصعب تكراره.
خلال شهر فبراير فقط، حقق الهلال وصافة كأس أندية العالم، وخسر بشرف أمام أقوى فريق في العالم” ريال مدريد” بعد أن أقصى بطل أمريكا الجنوبية، وبلد السحر الكروي فلامنجو البرازيلي، وقبله المنظم الوداد المغربي.
الهلال يا سادة فخر واسم لامع وبراند عالمي؛ الكل يعرفه ويعرف نجومه.
رأينا تألق سالم الدوسري في كأس العالم، وشاهدنا لقطات من فنياته خلال مهرجان توزيع جوائز الفيفا لعام 2022م، وواصل نجومه الإبداع متجاوزين ضغط المباريات خلال الأدوار الإقصائية من بطولة دوري أبطال آسيا، الذي شهد تطورًا غير مستغرب من الهلال متجاوزًا شباب الأهلي الإماراتي وفولاذ الإيراني والدحيل القطري، بأكبر نتيجة تسجل في هذا الدور وصلت إلى 7 أهداف، كانت قابلة للزيادة، لو وفق لاعبو الأزرق في ترجمة الفرص.
المدرب الأرجنتيني دياز فاجأ الجميع باللعب الهجومي، واستطاع تسجيل خمسة أهداف خلال الشوط الأول فقط في خطوة جريئة وخطيرة قد تكلفه الخروج من آسيا، لكن نجومه كانوا على الموعد.
الهلال ثروة وطنية يجب أن نحافظ عليها ونساعد على تطورها؛ لأن هذا الفريق لم يخيب ظن جمهوره، وظن السعوديين بشكل عام، بل تجاوز الأمر إلى أن مشجعي الفرق الأخرى عند المباريات القوية يتمنون وجود الهلال؛ لأنه هو الفريق القادر على مجابهة أعتى الفرق، بشخصية البطل وبدون توتر.
الهلال تجاوز الكثير وبقي الأهم، وهو الاستعداد لمقابلة أوراوا الياباني، الفريق القوي، الذي فاز على الهلال عام 2017م في النهائي، وهو فريق مدجج بالمحترفين الأجانب من قارة أوروبا ومن البرازيل، وهم يتابعون بكل دقة للهلال، ويعرفونه حق المعرفة؛ لذلك على لاعبي الهلال وإدارته احترام هذا الفريق والتركيز على كيفية الاستفادة من مباراتي الذهاب والإياب، وعلى الهلال أن يوزع مجهودات لاعبيه بين مباريات دوري روشن ومسابقة كأس الملك والاستعداد لنهائي آسيا، فإذا أراد الحصول عليها جميعها، وهي ممكنة، فعلى جهازه الفني أن يخطط بشكل احترافي ويتعامل مع كل مباراة على حدة، وبشكل منفرد مع عدم التفكير في المباريات الأخرى.