متابعات

اضطرابات الأكل مرض العصر الأكثر خطورة

البلاد – خاص

منذ انتشار مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف منصاتها واستــخدامــها مـــن جـــانب المشاهير حول العالم، وبروز شخصيات جديدة في عالم الموضة والجـــمال عــــرّفت عن نفسها بأنها “ناشطون اجتماعيون”، بدأ تأثير جميع هؤلاء يزداد بشكل كبير على متابعيهم بات جزء كبير من الطريقة التي ينظر بها أغلب المراهقين إلى أنفسهم وتقييمهم لنوعية طعامهم وشكل أجسامهم وملابسهم وحتى تسريحة شعرهم مرتبطاً مباشرةً وبدرجة كبيرة بحسابات بعض المشاهير على تلك المواقع، وانعكس ذلك إيجاباً على سلوكياتهم أحياناً، وسلباً في أحيان أخرى. ومن المؤكد أن استخدام مواقع التواصل أصبح يشجّع صغار السنّ سريعي التأثر على مقارنة أنفسهم بالآخرين، خاصة في ما يتعلّق بالمظهر والرشاقة، مما أدى إلى بروز مشاكل خطرة بشأن نظرة الأشخاص الى أنفسهم واحتقارها في بعض الأحيان، واللجوء إلى الحِميات الغذائية القاسية وغير الصحية لخسارة الوزن بسرعة، الأمر الذي أفضى إلى انتشار حالات اضطرابات التغذية لدى عدد كبير من المراهقين الباحثين عن هدفهم في الوصول إلى رشاقة نجمهم المفضل. خلال العقد الاخير، بدأ العالم يتعرف بشكل أوسع وأكبر، على مجموعة كبيرة من اضطرابات الأكل التي تصيب مختلف فئات المجتمع. وأدى اكتشاف هذه الظواهر إلى رفع مستوى الوعي بين الناس لمكافحة اضطرابات الاكل، بل بات من المعروف أن اضطرابات الاكل هي أحد أصعب الأمراض التي يواجهها المختصون. وتحتفل “منظمة الصحة العالمية” كل عام بـ”الأسبوع العالمي لاضطرابات الطعام» في مارس، سبيلاً لرفع مستوى الوعي بأهمية العناية باضطرابات الطعام، التي هي الأكثر شيوعاً على الرغم من تسميتها بالاضطرابات غير النمطية، حيث يتم تشخيص الاضطراب في هذه الحالة على أنه اضطراب الأكل غير النمطي وليس فقدان الشهية، وهناك خط رفيع يربط بين اضطرابات الأكل وما يطلق عليه سلوك الأكل العادي. وقد أثبتت الأبحاث أن 25 % إلى 35 % ممن يستخدمون الحمية الغذائية تحدث عندهم اضطرابات الطعام، كما تنبئ دراسات بدائية بوجود أرقام صادمة عن وجود اضطرابات الطعام. وذكرت إحدى الصحف العالمية أن اضطرابات الأكل تعد مصدر قلق متزايد في الشرق الأوسط، حيث تشير الأبحاث الأولية إلى أن حالات الإصابة بها قد تكون أعلى منها في أوروبا وأميركا الشمالية. من جهته، يرى الخبير في اضطرابات الأكل في جامعة زايد في أبوظبي البروفيسور جاستن توماس، أن الاتجاه المقلق قد اجتاح المنطقة، لافتاً إلى أن أعراض اضطراب الأكل.. مرتفعة بشكل خاص في دول مجلس التعاون الخليجي”. فيما وجدت الرابطة الوطنية لاضطرابات الأكل ومقرها الولايات المتحدة، أن ما بين 0.5 % و3.7 % من جميع النساء يعانين مرض فقدان الشهية العصبي في مرحلة ما من حياتهن، وحوالي 3.5 % من النساء، 2 % من الرجال و30 % إلى 40 % من أولئك الذين يسعون لعلاج فقدان الوزن سوف يتأثرون باضطرابات الأكل.

اضطراب الأكل العصبي
اضطراب الأكل العصبي أو ما يسمى بفقدان الشهية العصبى، هو اضطراب يتميز بفقدان كبير في وزن الجسم وشكله.
ويتبع الأفراد في هذا النوع حمية غذائية شديدة خوفاً من زيادة الوزن، ويكون خوفهم شديداً لدرجة أنهم يحدون من تناولهم للطعام ويمارسون الرياضة بشكل مفرط.

الشره العصبي
في حالات الشره العصبي يستهلك الشخص الكثير من الطعام في فترة زمنية قصيرة ثم يعاني الأشخاص من الإحراج والخجل والشعور بالذنب نتيجة استهلاكهم كميات كبيرة من الطعام، فيلجأون لبعض السلوكيات الإجبارية لتفريغ الطعام قد تشمل الصيام والقيء واستخدام الملينات.

 

اضطراب شره الطعام
اضطراب شره أو نهم الطعام يستمر عادة لفترة طويلة، وغالباً يستمر الأشخاص المصابون بهذه الحالة في تناول الطعام حتى بعد تناولهم جميع وجباتهم الأساسية، ويكون بشكل مفرط أي يزيد عن حد الشبع ويؤدي بشكل ملحوظ إلى زيادة الوزن.
في هذا النوع من اضطرابات الأكل يبدأ الأشخاص في تناول الطعام أكثر مما ينبغي وبسرعة أكبر من العادة، ويفضلون تناول الطعام بمفردهم وذلك لشعورهم بالذنب والخجل من كمية الطعام التي يستهلكونها. تحدث نوبات شره الطعام مرة واحدة في الأسبوع لمدة 3 أشهر، وفي هذا النوع من اضطراب الأكل لا يلجأ الأشخاص في العادة لأساليب تفريغ الطعام الإجبارية كما في الشره العصبي.

اضطراب تجنب تناول الطعام
اضطراب تجنب الطعام يحدث عندما يتجنب الشخص تناول الطعام الذي يستهلكه في العادة أو يحد منه، مما يؤدي إلى فقدانه الكثير من الوزن. يحدث بسبب عدة عوامل أو أحداث سلبية سابقة، مثل: نوبة من الاختناق ويظهر على الأشخاص أعراض، مثل: القلق، والقيء، والغثيان، وآلام البطن، ورد الفعل التحسسي، كما يعاني الشخص الذي يتجنب الطعام من سوء التغذية فقد يحتاج إلى المكملات الغذائية في بعض الأحيان لتعويض النقص في الفيتامينات والمواد الغذائية الأساسية.

اضطراب الاجترار
يعد اضطراب الاجترار نوع من اضطرابات الجهاز الهضمي الذي يحدث عندما يتم ارتجاع محتويات الطعام في الفم بعد تناوله إما عن طريق إعادة البلع أو المضغ أو البصق لمدة شهر واحد على الأقل.
غالباً ما يتم تشخيص هذه الحالة بشكل خاطئ على أنها قيء أو مرض ارتجاع المعدة المريئي.

نوع غير محدد
هذا النوع من اضطرابات الأكل يكون عند الأفراد الذين لا يستوفون متطلبات اضطرابات الأكل الأخرى التي تم ذكرها سابقاً.
ويُظهر الأفراد المصابون بهذا النوع أنماط أكل مضطربة للغاية واضطرابات في شكل الجسم وخوف شديد من زيادة الوزن، وقد يؤثر سلباً على الحياة الاجتماعية والعمل والعلاقات الأسرية.
ووجه التشابه بين جميع أنواع اضطرابات الأكل انها جميعها قد تحدث مشتركة مع اضطرابات نفسية أخرى، مثل: اضطرابات القلق، ومشكلات تعاطي المخدرات، وغيرها. وأظهر تحليل أجرته “الكلية الملكية للأطباء النفسيين” في بريطانيا أن عدد الأشخاص الذين تم إدخالهم إلى المستشفيات، والذين يعانون من اضطرابات الأكل في إنجلترا، زاد بنسبة 84 % خلال السنوات الخمس الماضية. ويمثل الأطفال والشباب نسبة كبيرة من حالات العلاج في المستشفيات، حيث زادت من 3541 إلى 6713 خلال السنوات الخمس الماضية، مع زيادة بنسبة 35 % في المائة في العام الماضي وحده.

أهداف علاج اضطرابات الأكل
تهدف طرق علاج اضطرابات الطعام المختلفة إلى إعادة التأهيل الغذائي، واستعادة الوزن الصحي، والوقاية من حدوث مضاعفات، التخلص من سلوكيات الإفراط في تناول الطعام، أو سلوك التطهي، تحسين نظرة الفرد لصورة جسمه، تحسين العلاقات الاجتماعية والانخراط في المجتمع.

العلاج الغذائي
تعد التغذية الصحية الهدف الأول في علاج اضطرابات الأكل النفسية، حيث يعمل اختصاصي التغذية على تقييم حالة المريض الغذائية، واحتياجاته، وتفضيلاته في الطعام، ومن ثم يضع خطة علاجية تهدف إلى استعادة الوزن المناسب، ومنح الجسم التغذية المطلوبة، والحفاظ على الصحة العامة.

العلاج النفسي
يعد العلاج النفسي هو أساس علاج اضطراب تناول الطعام، ويختلف نوع العلاج المتبع من شخص لآخر بناء على عدة عوامل منها شدة الحالة، وعمر المريض، وثقافته، وعادة ما يفضل الطبيب الجمع بين أكثر من نوع من العلاجات للحصول على نتائج أفضل.

العلاج السلوكي المعرفي
يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى تحديد الأفكار الراسخة والمعتقدات لدى الشخص، مثل الأفكار المتعلقة بشكل الجسم والوزن والتي قد يكون لها دور في الإصابة باضطرابات الأكل، ومن ثم تعليم المصاب كيفية التغلب عليها والتخلص من السلوكيات غير المرغوبة.
ويفيد العلاج السلوكي المعرفي أيضاً في علاج المشاكل الأخرى التي قد ترافق اضطرابات الأكل، مثل القلق والاكتئاب.

العلاج التفاعلي
قد يفيد العلاج التفاعلي في علاج اضطرابات الأكل النفسية، مثل اضطراب نهم الطعام أو الشره المرضي، حيث يعمل المعالج على اكتشاف المشكلات المرتبطة بالعلاقات الاجتماعية كالشعور بالعزلة، وافتقاد العلاقات الوثيقة، أو وجود مشاكل أسرية، وكذلك التغيرات الكبيرة في الحياة والتعرض للصدمات النفسية. ويعمل المعالج بعد ذلك على مساعدة الشخص على إدراك كيفية تأثير هذه المشاكل على إصابته باضطراب الأكل، علاوة على توجيه الشخص لأساليب تساهم في تحسين مهارات التواصل مع الآخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *