من المعروف على نطاق واسع أن مخترع الهاتف هو الأسكتلندي المولد ألكسندر غراهام بيل، لكن كتابا جديدا يشكك في هذه المعلومة.
وتساءل موقع “لايف سيانس” العلمي: هل فعلا غراهام بيل هو الذي اخترع الهاتف أم أنه سرق إنجاز شخص آخر؟
ويقول الموقع إن الهاتف بات جزءا أساسيا من الحياة اليومية لمعظم الناس، لكن مَن هو الشخص الذي يجب الإشارة إليه على أنه مخترع هذا الجهاز؟
وبصيغة مكررة، يُنسب إلى ألكسندر غراهام بيل الفضل باعتباره مخترع الهاتف
كما أنه أول شخص أجرى مكالمة هاتفية في 10 مارس عام 1876، عندما قال لمساعده توماس واتسون: “سيد واتسون. تعال إلى هنا. أريد أن أراك”.
لكن الكاتب إيوان موروس في كتابه الصادر حديثا: “كيف أخذنا الفيكتوريون إلى القمر:
قصة المُكتشفين في القرن التاسع عشر الذين شكّلوا مستقبلنا؟”، يرى أنه نادرا ما تكون الابتكارات نتيجة شخص واحد.
وأضاف: “أن كثيرا (الكل تقريبا) من الاختراعات الإلكترونية في القرن التاسع عشر متنازع عليها، مع وجود مخترعين كثيرين يزعمون الفضل في حل المشكلات الرئيسية أولا”.
وضرب أمثلة على ذلك، فقال إن تشارلز ويتستون ووليام فوثرغيل كوك
حصلا على براءة اختراع مشتركة بشأن أول تلغراف كهرومغناطيسي، وبعد ذلك دخلا في نزاع حول مَن هو صاحب الفضل في الاختراع.
ودخل صموئيل موريس في نزاع مع الجميع تقريبا حول مزاعمه بأنه مخترع التلغراف.
وبالمثل، فإن كثيرين بخلاف غراهام بيل يزعمون أنهم اخترعوا الهاتف أو ساهموا في اختراعه.
وكتب أستاذ القانون في كلية بروكلين للحقوق، كريستوفر بوشامب، مقالا قبل سنوات
في دورية “التكنولوجيا والثقافة”، أن البعض يقولون إن بيل “استولى على شرف (ابتكار الهاتف) بشكل احتيالي”.
ويقول موريس: “ليس بالمستغرب أن تكون مزاعم بيل محل نزاع”.
ويضيف: “لقد كان هناك الكثير من المال والشهرة على المحك”.
لكن موريس، بوصفه مؤرخا، يرى أنه أقل اهتماما في تحديد مَن قام فعلا باختراع الأشياء
بل إنه أكثر اهتماما في المقابل في كيفية ظهور أشخاص بعينهم من بين حشد كبير من الناس والفوز بالفضل.
ويسرد في هذا الإطار بعض الأسماء التي ساهمت في اختراع الهاتف، ومنهم المخترع الإطيالي أنتوني ميوتشي
الذي كرّمه مجلس النواب الأميركي قبل سنوات لدوره في اختراع الهاتف.
كما ساهم المهندس الأميركي، إليشا غراي، والفيزيائي الألماني، يوهان ريس، في صناعة أول هاتف عام 1861، مشيرين إلى أنهم كلهم ساهموا في تطوير الهاتف.