الدولية

“نحل روبوتي” لتحسين إنتاج العسل

البلاد – وكالات

طور فريق من الباحثين مشروع ذكاء اصطناعي لتحسين إنتاج ملكات النحل في الخلايا، يعتمد على نحل روبوتي ونظام تعلم الآلة.

ويرى الباحثون أن الروبوتات والذكاء الاصطناعي يمكن أن تساعد في بناء مستعمرات نحل أكثر صحة، مما يفيد التنوع البيولوجي والإمدادات الغذائية.

وقال الدكتور فرشاد أرفين عالم الروبوتات وعالم الكمبيوتر في جامعة دورهام في المملكة المتحدة: “نخطط للتأثير على نظام بيئي كامل من خلال التفاعل مع كائن واحد فقط، الملكة”.

وأضاف: “إذا استطعنا الاستمرار في القيام بأنشطة مثل وضع البيض في الوقت المناسب، فإننا نتوقع أن يكون لدينا حضانات أكثر صحة ومستعمرات أكثر نشاطًا، وسيؤدي ذلك إلى تحسين التلقيح”.

وبحسب الباحثين، قد يكون هذا أمرًا حاسمًا لمستقبل الكوكب على المدى الطويل، خاصة مع وجود العديد من الأنواع التي تواجه حاليًا انخفاضًا حادًا في أعدادها نتيجة للتهديدات التي تشمل فقدان الموائل والتلوث وتغير المناخ.

ويعد نحل العسل أحد الأنواع المعرضة للخطر، وهو نوع أساس في تلقيح الحشرات المطلوب لنحو 75% من المحاصيل المزروعة من أجل غذاء الإنسان على مستوى العالم.

ويجمع مشروع RoboRoyale الذي يقوده آرفين بين تقنيات الروبوتات الدقيقة والبيولوجية والتعلم الآلي لتعزيز رفاهية ملكة نحل العسل.

ووفقًا لأرفين، يتمثل أحد الجوانب الفريدة في RoboRoyale في تركيزه الوحيد على الملكة بدلاً من المستعمرة بأكملها. وقال إن الفكرة هي إظهار كيف يمكن أن يؤدي دعم كائن حي رئيسي واحد إلى تحفيز الإنتاج في البيئة بأكملها، مما قد يؤثر على مئات الملايين من الكائنات الحية.

سيتعلم النظام متعدد الروبوتات، الذي يأمل الفريق أن يبدأ اختباره في الأشهر المقبلة، مع مرور الوقت كيفية تجهيز الملكة لتحسين وضع بيضها وإنتاج الفيرومونات، وهي روائح كيميائية تؤثر على سلوك الخلية.

وسيتم نشر النظام في خلايا مراقبة من الزجاج الاصطناعي، في النمسا وتركيا، مع نسخ النحل الروبوتي المصممة لتحل محل ما يسمى “نحل البلاط” الذي يتفاعل عادة مع الملكة.

يتمثل أحد الأهداف في أن النحل الآلي يمكن أن يحفز عملية وضع البيض من خلال تزويد الملكة بأطعمة معينة غنية بالبروتين في الوقت المناسب لتعزيز هذا النشاط. وفي المقابل، تتمثل الفائدة المتوقعة في أن الزيادة الناتجة في رحلات النحل والبحث عن الطعام تعني تلقيحًا أقوى للنظام البيئي المحيط لدعم نمو النباتات والحيوانات.

يسمح النظام بتوجيه ست إلى ثماني نحلات روبوتية، بعضها مزود بكاميرات صغيرة، داخل خلية مراقبة بواسطة وحدة تحكم متصلة بها من الخارج. الهدف النهائي هو جعل النحل الروبوت مستقلًا تمامًا.

وبمجرد اختبار النظام الآلي الكامل بشكل كافٍ، يأمل باحثو RoboRoyale أن يعزز فهم إمكانات تقنية الهجين الحيوي ليس فقط في النحل ولكن أيضًا في الكائنات الحية الأخرى.

وقال أرفين: “قد يؤدي ذلك إلى نوع جديد من التكنولوجيا المستدامة التي تؤثر بشكل إيجابي على النظم البيئية المحيطة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *