اجتماعية مقالات الكتاب

بهجة البلد وأحياء المنطقة التاريخية

كانت نقطة تجمعنا بعد صلاة العصر في مسجد الجفالي حيث انطلقنا برفقة المرشد السياحي الذي كان له دور كبير في ضبط التحرك وتنظيم الزيارة وتحديد نقاط التوقف والشرح لنا في الطريق عن مشاريع وزارة الثقافة في تطوير المنطقة التاريخية تلك المنطقة التي ولد اكثرنا في بيوتها ومشينا في ازقتها وحفظ بعضنا القرآن في كتاتيبها وترددنا على دكاكينها وعرفنا فيها الحياة والجيرة والتراحم ،وعدنا اليها اليوم في جماعة جمع بينهم الشوق لهذه الاماكن حيث ذكريات طفولتهم بهذه الازقة والحواري وليشهدوا اليوم الانبعاث الجديد الذي حظيت به هذه المنطقة والاهتمام الكبير الذي اولته الدولة لتأهيل هذه البيوت، من بيوت مهجورة عفا عليها الزمن والتي تهدمت وسقط بعضها بفعل الزمن او الحريق.

حيث بدأت الدولة مشكورة بتسجيل المنطقة التاريخية بجدة ضمن قائمة التراث العالمي وحصلت على موافقة لجنة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو باعتماد منطقة جدة التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي في عام 2014م ولقد اعلن حينها صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بعد اجتماع الوفد باللجنة التابعة لليونسكو في دورتها 38 وبعد تطبيق الاشتراطات والاسس الفنية التي حددتها اليونسكو ويعتبر هذا جزءاً من مشروع الدولة للعناية بالتراث الحضاري.

وكان لهذا الانجاز الكبير اثره الثقافي والاقتصادي الايجابي على الكثير من المصالح الحكومية والخاصة والافراد من المواطنين والمقيمين والسواح المتعطشين لزيارة مدينةجدة.

شاهدنا بسعادة بالغة في زيارتنا الاخيرة وبرفقة المرشد السياحي الاستاذ سمير قمصاني الكثير من البيوت القديمة التي تم تحويلها الى فنادق اثرية (boutique hotels) بإشراف شركات عالمية والتي ستفتح ابوابها للسواح قريبا وكان منها بيت الجوخدار الذي يزيد عمره عن المائة عام ببنائه الفخم وطرازه المعماري المتناسق ومدخله المرتفع ودكته التي تزيده جمالاً وبهاءً والواقع في وسط حارة اليمن وكذلك بيت كدوان الذي يزيد عمره عن 150 عاماً الواقع ضمن منطقة الحماية الاولى في عمليات المسح واعادة التأهيل والمشهور بخزان لحفظ مياه الامطار والواقع شرق بيت نصيف الشهير.

وتعتبر هذه المنطقة غنية بالآثار التي لم يظهر منها سوى القليل خلال اعمال التأهيل.
كما قمنا بزيارة بيت نصيف العتيق الشهير الواقع عند ملتقى القادم من البنط غرباً، وباب مكة شرقاً وحارة الشام شمالاً، وهو البيت المهيب الذي يشبه القلعة الشامخة.

هذا البيت الذي اقام فيه جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود عند دخوله جدة وكان يستقبل فيه الزوار والوفود ويصل ارتفاع البيت الى خمسة ادوار وقد اكرمنا الله ان ادينا صلاة المغرب في سطحة حيث تحتل الطيرمة وهي: غرفة مرتفعة في اعلى السطح كانت المقر الصيفي للافندي نصيف صاحب المكتبة الشخصية الاكبر في العالم العربي والتي كانت مقصداً للباحثين والمستشرقين وطلاب العالم من انحاء العالم العربي آنذاك.

وكانت الوقفة التالية في الزيارة للمنطقة هو متحف بيت المتبولي بشارع العلوي الشارع الذي يعتبر الحد الفاصل بين حارة اليمن والبحر جنوباً والمظلوم والشام شمالاً، وبيت المتبولي قديم يعود الى اربعمائة عام تقريباً تم اعادة تأهيله واصبح متحفاً يضم الكثير من المعروضات التاريخية والاثرية.

وكان اخر مطافنا هو زيارة بيت البترجي الذي كان يملكه الشيخ ابراهيم حسن بترجي اشهر موردي الادوية، والبيت يقع في حارة الشام وهو البيت الذي شهد مقعده تأسيس النادي الاهلي، وكان لفترة طويلة مقراً للسفارة الامريكية بالاضافة إلى انه كان مقراً لشركة جيلاتي هنكي.

sal1h@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *