على مر العصور اتهمت النساء دائما بأن لديهم تقلبات مزاجية، ولكن مع زيادة مستويات التوتر اتضح أن للرجال أيضا تقلبات مزاجية ، وهو ما أوضحه استشاري الطب النفسي في نيودلهي سمير باريك ، أن الجميع يعاني من تقلبات مزاجية بغض النظر عن الجنس ، وقد يحدث خلال أي يوم ، ومن الممكن أن تؤدي هذه التقلبات والتصورات الفردية للنجاح أو الفشل والرضا وعدمه ، بالإضافة إلى الشعور بالضعف الشديد أو الشعور المفرط بشكل طبيعي بالنشوة هي جميعها أعراض توصف باضطرابات المزاج أو بشكل أكثر تحديدا الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب.
أسباب التقلبات المزاجية
ويوضح الاستشاري النفسي أن التقلبات المزاجية تحدث نتيجة الاختلالات الكيميائية في الدماغ أو التغيرات في ظروف الحياة والعوامل النفسية ، كما ينصح باريك للتغلب على هذه التقلبات المزاجية ، يجب الحفاظ على التوازن في الحياة ، والحصول على رأي شخص آخر أو بمعنى أصح التنفيس عما يمر به المرء ، واذا ساءت الحالة يجب استشارة طبيب نفسي.
“متلازمة الذكور العصبية”
كما وجد الخبراء أن حالة فرط الحساسية والإحباط والقلق والغضب التي تحدث عند الرجال قد ترتبط بالتغيرات البيوكيميائية والتقلبات الهرمونية والتوتر ، وهو ما أوضحه المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية أن “متلازمة الذكور العصبية” هي حالة سلوكية من العصبية والتوتر والانعزال والخمول تحدث للرجال البالغة أحيانا بسبب انسحاب هرمون التستوستيرون ، وهو ما يجعل الرجل متقلب المزاج وغاضبا ، يلي ذلك ارتفاع حاد في مستويات التوتر .
ويشير الخبراء أن كل ما يتطلبه الأمر هو تغيير النظام الغذائي أو أخد قسط من الراحة من كل التوتر للشعور بالرضا مرة أخرى .
طرق تحسين المزاج
1/ المزيد تناول الماء
أوضحت ميليسا سنوفر، اختصاصية التغذية، أن “الجفاف يمكن أن يؤثر على توازن الدوبامين والسيروتونين في الدماغ، والذي بدوره يمكن أن يزيد من الشعور بانخفاض الحالة المعنوية أو القلق أو الاكتئاب”، شارحة أن “الترطيب ضروري أيضًا لعملية الهضم الطبيعية والتحكم في درجة الحرارة ووظائف المخ وتشجيع الدورة الدموية الجيدة – ولهذا السبب من الضروري أن يتم تغذية جسم الإنسان بكمية كافية من الماء على مدار اليوم”.
2/ ضوء الشمس
يؤكد الخبراء أن الخروج كل يوم يرفع الروح المعنوية ويُحسن الحالة المزاجية، و الجلوس قرب النافذة سواء في العمل أو المنزل. لأن احيان النقص في فيتامين (د) يسبب الاكتئاب ، ويعتبر ضوء الشمس هو أفضل مصدر له.
3/نظام غذائي صحي
يلعب ما يأكله المرء دورًا حيويًا في شعوره. يعد تناول نظام غذائي متوازن أمرًا حيويًا لصحة نفسية جيدة – من خلال استهلاك مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الأساسية الأخرى، حيث يتم إمداد الجسم، وبالتالي الدماغ، بالوقود الذي يحتاجه ليعمل بشكل صحيح، بما يشمل تنظيم الحالة المزاجية.
ومن جانبها قالت الدكتورة سنوفر إنه ثبت أن العديد من العناصر الغذائية المختلفة تساعد في تحسين صحة الدماغ وبالتبعية الحالة المزاجية، كما يلي:
• فيتامين 12B مهم لإنتاج مادة السيروتونين، وهي مادة كيميائية مسؤولة عن تنظيم الحالة المزاجية. في حين أن جسم الإنسان لا يستطيع إنتاج B12 بنفسه، إلا أنه يمكن استهلاكه بسهولة من خلال المكملات الغذائية أو في الأطعمة مثل الحبوب المدعمة والخميرة الغذائية وكذلك البيض أو الأسماك أو منتجات الألبان.
• فيتامين B6، المتوافر في الموز والحمص والخضروات الورقية الداكنة، يمكن أن يعمل على استقرار الحالة المزاجية عن طريق تكوين نواقل عصبية تساعد على تقليل الآثار الضارة للتوتر.
• يدعم التربتوفان والزنك والسيلينيوم وظائف الدماغ الصحية. يمكن الحصول عليها عن طريق تناول بعض المكسرات أو بذور اليقطين والكتان.
4/ ممارسة الرياضة يوميًا
من المعروف أن التمرينات تعزز مستويات الناقلات العصبية التي تساعد على الشعور بالسعادة، مثل الدوبامين والأدرينالين والسيروتونين. كما تؤدي ممارسة التمارين الرياضية إلى زيادة في هرمون الإندورفين، الذي يرفع الحالة المعنوية والمزاجية طبيعيًا”.
و يوصي المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها بأن يمارس البالغون 150 دقيقة على الأقل من التمارين المعتدلة أو 75 دقيقة من التمارين الشاقة كل أسبوع.
5/ تمارين التأمل مع التنفس
يمكن أن تصبح أنماط التنفس لديك سريعة أو غير مريحة، خاصة عند التوتر أو الشعور بالقلق. وفي هذه اللحظات، توصي سامانثا حديدي، المدربة الصحية وخبيرة التنفس، بالتركيز بشكل مباشر على تنفسك.
وقالت: “العمل التنفسي والتأمل طريقة بسيطة وسهلة للتعامل مع التوتر. إنه أمر سريع حقا يمكن أن يخرجك مباشرة من وضع القتال أو الهروب”. مضيفة أن التأمل يمكن أن يساعد أيضا في تقليل مشاعر التوتر والارتباك.