متابعات

استخدام الذكاء الاصطناعي في مصانع الأدوية.. توطين صناعة هرمون الأنسولين ومضادات الفيروسات

جدة – عبدالهادي المالكي

تواصل المملكة العربية السعودية جهودها من أجل تطوير وخلق صناعات دوائية قادرة على تحقيق الأمن الدوائي للمملكة، إضافة إلى العمل على جعل المملكة مركزاً لهذه الصناعات المهمة التي يقدّر حجمها السوقي بـ 30 مليار ريال. فيما تشير الإحصائيات إلى أن حجم الاستثمار في القطاع الدوائي في المملكة يعدّ الأكبر في المنطقة، حيث يزيد عن 30 % من سوق الشرق الأوسط، في حين أن عدد المصانع الدوائية المسجلة في المملكة تتجاوز الـ 40 مصنعاً، تغطي 36 % من احتياج السوق السعودي من الأدوية، كما أن حجم النمو في هذا القطاع يُقدر بـ 5 % سنوياً، وبحجم صادرات تتجاوز الــ1.5 مليار ريال، خُصُوصاً أَن هناك عدة عناصر ترتكز عليها إستراتيجية الصناعة الدوائية، كحصر حجم السوق الدوائي في المملكة بشكل دقيق الذي تم تقسيمه إلى عدة قطاعات فرعية لتحديد القطاعات الدوائية الأساسية في المملكة.

وفي هذا الصدد أوضح مستشار الإعلامي الصحي الدكتور صبحي الحداد أن هنالك أنواعاً كثيرة من الأدوية والمكملات الغذائية يتم إنتاجها محلياً مثل: المسكنات وخافضات الحرارة بأنواعها، أشربة السعال، المضادات الحيوية، مضادات الاحتقان والرشح والإنفلونزا، قطرات العيون، كريمات الحساسية وغيرها، وتم مؤخراً توطين صناعة هرمون الأنسولين إضافة لبعض مضادات الفيروسات. وفيما يتعلق بدور كليات الصيدلة في الجامعات السعودية في تأمين الكوادر البشرية من الصيادلة للعمل في مصانع الأدوية قال:


هنالك 29 كلية صيدلة في المملكة موزعة على القطاعين العام 21 كلية والخاص 8 كليات تغذي السوق سنوياً بعدد من الخريجين الصيادلة المؤهلين للعمل في قطاعات الصيدلة المختلفة. ‫وبحسب بيانات الجامعات السعودية وعدد الدفعات التي تخرجت، فإنه تم تخريج 1231 طالباً وطالبة عام 2018م، و2393 في 2019م، و2631 عام 2020، و3004 في عام 2021م، فيما جاء عام 2022 الأعلى في عدد الخريجين المتوقع لطلاب الصيدلة بواقع 3118 طالباً وطالبة، ويتوقع تخريج المزيد من الصيادلة هذا العام.‬


وفي سؤال عن ‏إمكانية الاستعانة بالنباتات والأعشاب في البيئة المحلية في تركيبات المصانع قال: هنالك الكثير من النباتات الطبية التي تنمو في أرجاء المملكة، والتي أجريت عليها الكثير من الدراسات والتحاليل، وتم إدراجها في موسوعات طبية، وكذلك يستفاد من بعض هذه النباتات في الطب الشعبي. أما الاستفادة منها في التصنيع الدوائي فذاك ليس متاحاً، وإجمالا تعتمد مصانع الأدوية على التشييد المعملي بعد معرفة التركيب والصيغة البنائية للمادة الفعالة ومن ثم تصنيعها كيميائياً؛ لأن ذلك سيكون ذا فائدة اقتصادية وأكثر جدوى.

وفيما إذا كانت المصانع السعودية تستخدم الذكاء الاصطناعي في صناعة الأدوية والعقاقير قال: تستخدم المصانع الحديثة أحدث التقنيات المتقدمة في صناعة الأدوية والعقاقير، ولا شك في أن الذكاء الاصطناعي دخل في كثير من المجالات، حيث تتجه العديد من الشركات الكبرى المصنعة للأدوية إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تطوير أدوية وعلاجات جديدة. هذا الإقبال من شأنه أن يساعد على تطوير هذا المجال التقني الذي مازال في طور تجريبي. وبدأت مؤخراً شركات الأدوية الكبرى في العالم التحول إلى الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات البحث عن أدوية جديدة لخدمة الإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *