الرياضة

لاعبو كرة القدم.. لماذا يرافقهم الأطفال عند دخولهم الملاعب؟

البلاد- جدة

في بداية كل مباراة لكرة القدم، نلاحظ أنّ كل لاعب من الفرق المتنافسة يدخل إلى أرض الملعب، ممسكاً يده بيد طفل يرتدي زياً يطابق زيّه الرياضي، ويطلق على هؤلاء الأطفال لقب “التمائم”. ولعلّ البعض يتساءل.. ما المغزى من اصطحاب لاعبي كرة القدم لهؤلاء التمائم برفقتهم؟ وما سبب هذا التقليد الذي بات موجوداً في العديد من المناسبات الرياضية البارزة. وهل يعلم الأطفال أنفسهم لمَ يتم اصطحابهم في كبرى المباريات؟
لم تكن عادة اصطحاب التمائم موجودة منذ بدايات مباريات كرة القدم؛ حيث كان أول ظهور للتمائم وهم يدخلون أرض الملعب برفقة لاعبي كرة القدم عام 1999م في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي، التي جمعت بين فريقي مانشستر يونايتد ونيوكاسل الإنجليزيين.


البداية

كانت البداية الفعلية لاصطحاب لاعب الكرة للأطفال، بالتزامن مع اتفاق تم إبرامه بين الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة” اليونسيف”، وذلك خلال مونديال كوريا الجنوبية- اليابان عام 2002م، من خلال اتفاق بينهما نص على رفع شعار “قل نعم للأطفال”.
وهذا الاتفاق أقرّ ظهور الأطفال في أهم الأحداث الرياضية في كرة القدم. وتم الإعلان عن هذا الاتفاق مسبقاً عام 2001م.


الهدف

في الحقيقة كان الهدف من هذا الإجراء هو تسليط الضوء على أهمية حماية الأطفال، وكذلك الحث على توفير الرعاية الصحية لهم. وأبرزت الحملة أهدافها من خلال المناسبات الرياضية العالمية التي تحظى باهتمام وشعبية كبيرة حول العالم.
فكانت أفضل طريقة لإبراز التمائم عن طريق أن يدخلوا إلى الملعب برفقة لاعبي كرة القدم المميزين والمشهورين، وبالطبع مع ارتداء زيٍ مشابهٍ لزي اللاعبين مضافاً إليه شعاريّ كل من الفيفا واليونيسيف.
وما زال الأطفال أو التمائم يظهرون بجانب لاعبي كرة القدم، ممسكين بأيديهم، ويرتدون نفس ملابسهم، في جميع الأحداث العالمية الكبرى، وفي دوري أبطال أوروبا، إذ لم يعد ظهور التمائم في بداية المباريات متعلقاً بالاتفاق الذي عقد بين الفيفا واليونيسيف.


الأسباب
توجد عدة أسباب لاصطحاب لاعبي كرة القدم الأطفال معهم لدى دخولهم إلى أرض الملعب؛ منها..
– أن يكونوا رادعاً ضد الجمهور، حيث إنّ بعض الجماهير المعارضين يتعمدون رمي مخلفاتهم على بعض اللاعبين. ولكن وجود الأطفال يمنعهم من الإقدام على هذه التصرفات.
– الاستفادة المادية للأندية، حيث تفرض الأندية رسوماً للسماح لهؤلاء الأطفال بالظهور مع لاعبيهم.
– ظهور نجوم ولاعبي كرة القدم برفقة أطفال عاديين، يعطي شعوراً لدى معجبيهم بإنسانية هذا النادي وخدمته للمجتمع، ودعمه للأطفال. خاصة إذا كان الطفل مريضاً أو يحمل قصة إنسانية، أو قد يكون يتيماً أو فقيراً أو غيره؛ ما يخلق شعوراً عند المشاهدين بأن لاعبهم المفضل أو أن فريقهم المفضل ذو تأثير إيجابي وإنساني على المجتمع، ويهتم بقضايا الأطفال والمجتمع.


الترويج لبعض الشركات
يتم اختيار هؤلاء الأطفال من خلال موقع Make aWish Foundation، وهي منظمة غير ربحية تم إنشاؤها في الولايات المتحدة وتهدف إلى تحقيق آمال وطموحات الأطفال ما بين عامين إلى 18 عاماً، الذين يعانون من أمراض مزمنة خطيرة، أيضاً يقوم بعض رعاة المباريات من الشركات الكبرى باستخدام الأطفال بهدف الترويج لها، فعلى سبيل المثال:
قامت شركة ماكدونالدز بإرسال أكثر من 1000 طفل إلى مونديال البرازيل 2014، وقد ظهروا كتمائم برفقة لاعبي المنتخبات المشاركة، وقاموا بعدة أنشطة ذات صلة بالرياضة وكرة القدم.
وفي المباريات التي تتزامن مع مناسبات عالمية ومهمة، على سبيل المثال يوم الأم. يدخل اللاعبون إلى الملعب برفقة أمهاتهم، وذلك ليس فقط دعماً للأمهات، بل ليصبح اللاعبون ذوي تأثير وقدوة إيجابية أمام الجمهور.
إذاً لم يعد الأمر يقتصر على اتفاق يسلط الضوء على حقوق الأطفال؛ بل أصبح ظاهرة تهدف إلى زيادة شعبية الفرق العالمية ولاعبي كرة القدم في أعين المتابعين حول العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *