أكثر ما يخافه القارئ أن يصاب بما يسمى ملل القراءة أو بمفهوم آخر برود القراءة، فتجده يشعر بتأنيب الضمير لأنه لم يمسك كتاباً منذ مدة قد تصل لأيام وغالباً تجده يغرد بذلك في تويتر ليجد حلاً يساعده على تجاوز تلك الأزمة فيبدأ بتطبيق كل النصائح التي تقال له، في النهاية يتخبط بين رأي ذلك وتجربة وتلك.
شخصياً مررت بهذه الازمة في طيلة العام الماضي كاملاً، بل وشعرت بكل ما سبق في محاولة للتغلب على ذلك وفجأة دون مقدمات استعدت لياقتي في القراءة أفضل مما مضى، لاحقاً حين فكرت في الأمر من عدة نواحٍ لاكتشاف الخلل، وجدته أمراً طبيعياً أن يمر كل قارئ بهذا، فكما تنطفئ في الإنسان رغبة شيء ما ويصبح لا يتجاوب معه، كذلك القراءة.
لكن لا عليك عزيزي القارئ سأخبرك بما يجعلك تطمئن، هذا الملل الذي يؤرقك كقارئ لن تطول مدته معك لذلك لا داع أن تشعر بالقلق أو الحزن، فقط استرخ وتخيل أنها وعكة صحية تمر بها لفترة من الوقت، ثم إنك في كلا الحالات أنت تقرأ! ألا تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، والمقالات أو حتى تدوينة. وفي أقل الحالات تقرأ رسالة في هاتفك! إذن الأمر بسيط؛ كل سطر تخرج منه بفائدة يساعدك على تجاوز الشعور بالذنب أو هذه الأزمة كاملة، فإن وصلت لهذه المرحلة من القناعة أنها -وعكة عابرة- ستبدأ في البحث عن الأسباب أولاً ثم تجد الحلول لها.
فقد يكون أحد الأسباب أنك اقتنيت الكتاب لشهرته أو شهرة كاتبه ثم اكتشفت أنه لا يناسب ذائقتك وواصلت قراءته للنهاية حتى وقعت في الملل. أو لأسلوب الكاتب الممل الذي صار القارئ ضحيةً لما ألفه في كتابه. بالإضافة إلى مستوى الكتاب قد يكون أعلى أو أدنى من مستوى القارئ أو لصنف من العلوم لا يميل له القارئ، وأما السبب الذي أراه مسبباً لهذا الملل فهو كثرة وسائل الإلهاء فكلما بدأت بقراءة كتاب شعرت بحاجتي لتصفح الانترنت أو البحث في تويتر أو حتى الدخول لأحد التطبيقات لشراء شيء تذكرته حتى أنسى أمر الكتاب وحينها أصاب برغبة تأجيل قراءته لوقت آخر.
ولكن ما دامت هناك أسباب لمشكلة ما، فحتماً لها حلول وهذه قد تختلف معك لكن طبقتها على نفسي ووجدت أنها تناسبني حتى في تعلم شيء ما:
– اختيار الوقت المناسب للقراءة؛ شخصياً أحب ما قبل الفجر أو الصباح حين يكون الهدوء هو المسيطر على الوقت.
– المكان المناسب للقراءة؛ فليس كل مكان يساعد على إكمالي للكتاب ولهذا وضعت ركناً هادئاً للقراءة مع ما يساعدني على ذلك من الديكورات والصور.
– إن لم يعجبني محتوى الكتاب أتوقف عن القراءة فوراً حتى لا يتسلل الملل بين صفحاته.
– قراءة الكتب قليلة الصفحات وغالباً ما يتناسب مع ذائقة القارئ، شخصياً أحب قراءة الروايات لذلك أبحث عن واحدة لا تزيد عن 200 صفحة، وهذا الأمر يساعدني كثيراً حتى استعيد لياقتي.
وهناك العديد من الحلول والأسباب التي تتحدث عن ملل القراءة لكن ما يهمني هنا أن الأمر لا يستدعي القلق أو التذمر منه.
i1_nuha@