متابعات

في اليوم العالمي للنوتيلا.. من يقف وراء اختراع معشوقة الجماهير؟

البلاد – خاص

مَن منّا لا يحبّ تناول الشوكولاته، بجميع أشكالها ونكهاتها العديدة واللذيذة؟ فعلاقة الفرد مع الشوكولاتة تبدأ في عمر صغير، ولكلّ مرحلة زمنية “شوكولاتتها”، ولكن النوتيلا ما زالت تحتل المرتبة الأولى، لذلك يحتفل العالم في 5 فبراير باليوم العالمي للنوتيلا، الذي بدأته مدونة أمريكية تدعى سارة روسو عام 2007م؛ بسبب حبها الكبير للمنتج، وشاركه معها عشاق الشوكولاتة القابلة للدهن حول العالم.
وفي عام 2015م نقل اليوم من المدونة الأمريكية إلى شركة “فيريرو” الإيطالية التي تصنع “نوتيلا” لتعتمد هذا اليوم، وتدعمه ليصبح أكبر وأشمل، من خلال موقعها الرسمي، كإعطائها فرصة لبعض الأشخاص بأن يصبحوا سفراء النوتيلا حول العالم.

رحلة اختراع النوتيلا مع الحروب
تعود رحلة اختراع النوتيلا إلى 1806م حين حاول نابليون بونابرت إنهاك التجارة البريطانية كوسيلة للظفر بالحروب التي يشنها فأوقف استيراد الكاكاو من جميع أوروبا، مما تسبب في ارتفاع سعر الشوكولاتة، فاضطر تجار الشوكولاتة في تورينو الإيطالية إلى إضافة البندق المطحون لزيادة الإنتاج، وكان المنتج الجديد معجوناً أطلق عليه اسم Gianluca، لكنه توقف بعد أن عاد التبادل التجاري مجدداً.
وبعد أكثر من قرن من الزمن، ارتفع سعر الشوكولاتة مرة أخرى؛ بسبب الحرب العالمية الثانية وغزو هتلر الزعيم الألماني وقتها لمعظم أوروبا، توجه صانع المعجنات الإيطالية “بيترو فيريرو” إلى البندق لإنقاذ شركته في عام 1946م، وأنتج معجون Gianluca، وابتكر وصفة كانت عبارة عن مزيج من السكر ومسحوق البندق وقليل من الكاكاو، وصنعها في قوالب صلبة يمكن كسرها واستعمال أجزاء وقطع منها لحشو المخبوزات، وأطلق عليها اسم “جيانتوجت”.


وفي عام 1951م طور “ميشيل فيريرو” ابن بيترو، وصفة أبيه ليجعلها قابلة للدهن بإضافة لمسته الخاصة، ليطلق عليها عام 1964م اسم “نوتيلا”.
وفي 1965م وصلت نوتيلا إلى ألمانيا، ووقع الألمان في حبها، ثم في عام 1966م توسع انتشارها في اتجاه أوروبا، ثم انتشرت في أستراليا من مدينة سيدني عام 1978م، ثم في أمريكا.
وأصبحت النوتيلا تباع في أكثر من 75 دولة حول العالم، حيث تمتلك شركة نوتيلا حوالي 11 مصنعا، وتنتج 365 طناً كل عام، وأصبحت عائلة فيريرو الأغنى في إيطاليا، حيث تقدر ثروتها بـ15 مليار دولار.

عائلة فيريرو وقصة النوتيلا
بيترو والد عائلة فيريرو كان يمتلك مخبزاً في ألبا بإيطاليا وهي بلدة كانت تشتهر بإنتاج البندق، وكان بيترو يبيع في الأصل العلاج في كتل كبيرة (تسمى باستا جياندوجا) ثم خطرت فكرة البدء في بيع نسخة كريمية من العلاج، تُعرف باسم Supercell Gianluca.
عندما قرر نجل بيترو، ميشيل، تكثيف إنتاج الخليط، قام بتغيير الوصفة قليلاً، وحصلت على اسمها الجديد: نوتيلا. تم بيع البرطمان الأول في عام 1964، وأصبح علاجاً شائعاً في جميع أنحاء أوروبا منذ ذلك الحين بحلول منتصف الثمانينيات، كانت عائلة فيريرو تستوردها إلى الولايات المتحدة وأصبحت الآن عنصراً أساسياً في العديد من الأماكن في جميع أنحاء العالم.

بشرة أكثر نضارة
علاوة على أكل شوكولاتة النوتيلا قرر بعض الأشخاص استخدامها بطرق أخرى حيث أصبحت تستخدم لعلاج البشرة لاحتوائها على الحليب، وبودرة الكاكاو والجيلاتين، إضافة إلى عسل النيم الذي يأتي من غابات وسط الهند، مما جعل البعض يعتقدون أن البشرة يمكن أن تستفيد منها.
كما يستخدم آخرون النوتيلا اليوم كعلاج لتساقط الشعر حيث أصبحوا يدهنون رؤوسهم بالنوتيلا لما يقال عنها أنها يمكن أن تعالج التهابات فروة الرأس، وتجعل الشعر رطباً، ولا تعرضه للتقصف والهيشان، كما أنها فعالة جداً في تأخير علامات الشيب المبكر على الشعر من خلال المداومة على استخدامها.

تحسين وظائف المخ
وأظهرت الدراسات أن مركبات “البوليفينول” والفلافانولات”، والتي توجد في الكاكاو (وهي أحد مكونات النوتيلا السبعة)، قد تساعد على تحسين تدفق الدم إلى المخ، وإنتاج خلايا المخ، وتحسين وظيفة المخ إجمالاً. وقد تساعد تلك المركبات أيضاً في منع أمراض التنكس العصبي، مثل مرض الزهايمر وشلل الرعاش. وهناك علاقة بين خصائص الكاكاو وانخفاض ضغط الدم، وكذلك تقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

عظام أكثر قوة
تحتوي النوتيلا على بوردة حليب خالي الدسم، وهي ليست مصدراً جيداً للبروتين فحسب، بل وتحتوي أيضاً على قدر من الكالسيوم مناسب لتغذية الجسم. حيث تحتوي ملعقتان كبيرتان من النوتيلا على “4 %” من القيمة الغذائية التي يجب أن يتناولها المرء يومياً، بالإضافة إلى الكالسيوم الضروري لبناء العظام والمحافظة عليها. كما أن الحليب غني بمجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن بما في ذلك البوتاسيوم، وفيتامين B12، والكالسيوم، وفيتامين D، وفيتامين A، والمغنيسيوم، والزنك، والثيامين (فيتامين B1). لكن هل هناك من يتناول ملعقتين فقط من النوتيلا؟

زيادة البروتين
إذا كنت من عشاق تناول النوتيلا، فيمكنك تناولها بكل راحة لوجود البروتين على الأقل. إن تناول “100” جرام من النوتيلا (حوالي أربع ملاعق كبيرة) سيمنح الجسم 6.3 جرام من البروتين، وهذا ليس سيئاً بالنسبة لوسائل العلاج الأكثر شدة. وهناك فوائد لا حصر لها لزيادة نسبة البروتين في الجسم، منها على سبيل المثال: تكوين الخلايا، المحافظة على العضلات والعظام والأنسجة وتعويضها لإنتاج الإنزيمات والهرمونات.

أضرار النوتيلا
من المعروف عن الشوكولاتة أنها سبب رئيسي للوزن الزائد؛ بسبب احتوائها على كميات كبيرة من السكر والدهون؛ وبالتالي فهي تعرض المفرطين في تناولها لخطر السمنة المفرطة مما قد يسبب مشاكل أخرى كأمراض القلب.
وإلى جانب السمنة، حذر تقرير أصدرته هيئة سلامة الأغذية الأوروبية، عام 2016م، أن زيت النخيل المستخدم في شوكولاتة “نوتيلا” قد يسبب مرض السرطان.
وقال التقرير، إن شركة فيريرو المصنعة لشوكولاتة نوتيلا تستخدم زيت النخيل، لأنه أرخص أنواع الزيوت المتوفرة في الأسواق، فالتحول إلى أي نوع آخر أقل خطراً من الزيوت سيكلف الشركة ما يقارب 22 مليون دولار إضافية سنوياً.
ولكن شركة “فيريرو” أصرت على قرار الإبقاء على زيت النخيل في “نوتيلا”، على الرغم من مخاوف السلامة، بحجة أنه يرتبط بالجودة وليس التكلفة، حيث يستخدم لإعطاء المعجون القابل للدَهن ملمسه الناعم، التي تقول إنه لا يمكن تحقيقه باستخدام الزيوت الأخرى.
وقال مدير المشتريات في “فيريرو” فينتشنزو تابيلا:”تصنيع نوتيلا بدون زيت النخيل سينتج بديلا أقل جودة للمنتج الأصلي، وسيكون بمثابة خطوة إلى الوراء”.
يمكن استخدام الزيوت البديلة، المشتقة من عباد الشمس أو بذور اللفت، ولكنها ستزيد من تكلفة تصنيع المنتج بنسبة تصل إلى 22 مليون دولار، ولكن “فيريرو” لم تؤكد هذه الأرقام. وتتمحور المخاوف من السرطان على مركب يعرف باسم استرات جليسديل والأحماض الدهنية (GE)، التي ينتج في زيت النخيل عند تسخينه فوق درجة حرارة 200 مئوية، كما هو حال كثير من الأطعمة.
وهذه الملوثات يمكن العثور عليها في بعض منتجات الزيوت النباتية والسمن النباتي الأخرى، والأطعمة المصنعة ولكنها تنتج بكميات أكبر، يحتمل أن تكون أخطر، في زيت النخيل. وقد أعربت منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أيضاً عن مخاوفهما بشأن مادة (GE)، ولكن لم يصل إلى حد إصدار تحذيرات بشأن استهلاكها.

إيطاليا تحتفي
احتفاء باليوم العالمي للنوتيلا، أصدرت وزارة الاقتصاد والمالية الإيطالية في عام 2021 عملة فضية مخصصة لهذا المنتج التاريخي ضمن سلسلة “التميز الإيطالي”، بقيمة اسمية 5 يوروهات.

وقائع غريبة
شهد عام 2013م واقعةً غريبةً وطريفة. إذ تعرضت شاحنةٌ تحمل نحو 5 أطنان من شوكولا نوتيلا للسرقة من قبل مجموعةٍ من الأشخاص، في بلدة نيدراولا في ألمانيا. وفي العام نفسه، سرق ثلاثة أشخاصٍ شاحنةً حملت 20 طناً من الشوكولا الشهيرة، بقيمة 200 ألف يورو.
وتكررت الواقعة مجداً عام 2017م في ألمانيا أيضاً. بعد أن قامت مجموعةٌ من الأشخاص بربط شاحنةٍ تحمل أطناناً من النوتيلا بشاحنتهم، وقدرت قيمة الخسائر بنحو 70 ألف يورو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *