أرضنا التي نسكن عليها، ونعيش فيها كانت تسافر لبلايبن السنين في الفضاء، وتدور حول الشمس، ولم نكن نسمع لها صوتا، ولكن تطور التقنية مكننا من سماع صوت وحركة الارض وبعض الكواكب الأخرى المحيطة بنا وهي تدور حول الشمس.
والعبرة من هذه المقدمة، هو أن العلم والعلماء استطاعوا أن يكتشفوا صوت الأرض التي نعيش عليها، ونأكل من خيراتها، ونستمتع بجمالها وننطلق منها إلى آفاق الفضاء الواسع العميق في كل اتجاه.
وهكذا الأمر بالنسبة لمبدعينا في شتى مجالات الحياة الفنية والأدبية والعلمية إلخ، تحتاج إلى من يكتشف إبداعاتهم وإنجازاتهم وتأثيرهم على حياتنا، حتى يكونوا القدوة والمحفز لشباب هذا الجيل كي يبدعوا وينطلقوا إلى آفاق العلم والمعرفة والفنون بكل أطيافها، ومعظم هذه الفئة تعمل بصمت مثلها مثل الأرض تماما، إلى أن يعمل روادنا على اكتشاف تلك المواهب والإبداعات والإنجازات، وينفضوا عنها الغبار، ويرصدوها من خلال محافل وسجلات وقاعات ومتاحف المبدعين والمشاهير التي يجب أن يعملوا على إنشائها حتى تكون نبراسا للأجيال القادمة.
البارحة كانت ليلة مشهودة حيث احتفلت هيئة الترفيه بتكريم صوت الأرض، الإنسان الفنان القدير طلال مداح. لكن هذه المرة من اكتشف صوت الأرض البشري، هو الذي وضع الآلية الفذة لتحول مملكتنا الحبيبة إلى دولة عصرية تحاكي الأمم في إبداعاتها، وتقدمها وإنجازاتها في شتى أمور الحياة، التي تثري الوعي والضمير والإحساس الراقي في نفوس شبابنا.
تلك الاحتفالية الراقية التي كرمت صوت الأرض الفنان الكبير طلال مداح، الذي حفر في الصخر هو وثلة من الفنانين والموسيقيين العمالقة، أمثال طارق عبدالحكيم وغازي علي ومحمد علي سندي وفوزي محسون وغيرهم كثر، حيث كانت الموسيقى والغناء في حدود ضيقة والعديد من الفنون من الممنوعات.
رؤية 2030، وفي غمضة عين أنشأت وأقامت نهضة فنية عملاقة تسابق الزمن بقفزات غير مسبوقة، حتى نلحق بركب الأمم في شتى المجالات العلمية، وعلى رأسها الفنون بكل أطيافها.
وأخيراً، الفنون هي انعكاس لحيوية المجتمعات حيث تزهو وتزدهر الفنون في النور وتحت ضوء الشمس وزخات المطر وأمواج البحار وهبوب الرياح وتفتح الزهور، إنها بيئة الفصول الأربعة، التي تحمل سناها رؤية 2030، التي جعلت من تكريم الفنان الأصيل صوت الأرض ترجمة حقيقة لصدق وجدية الرؤية التي صاغها قادة هذا الوطن.