متابعات

مختصون لـ(البلاد): منظومة خليجية لمواجهة السرطان

البلاد- ياسر خليل

في وقت تحتفل فيه دول مجلس التعاون الخليجي بأسبوع التوعية بالسرطان خلال شهر فبراير الجاري أكد مختصون أن الاكتشاف المبكر والوعي الصحي لدى أفراد المجتمعات كفيل بإذن الله للحد من انتشار الأمراض السرطانية، لافتين إلى أن هناك بعض الأمراض السرطانية تعتبر مكتسبة مثل فيروس الورم الحليمي المسبب لسرطان عنق الرحم وأيضاً التدخين المسبب لسرطان الرئة والحنجرة، وسرطان الكبد بسبب الكحول، وسرطان القولون نتيجة الإمساك.

ويرى الخبير الصحي وأستاذ الصحة العامة وطب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق أحمد خوجة، أن برامج المكافحة والوقاية من السرطان تعد أحد التوجهات الخليجية المهمة لمعظم النظم الصحية الحديثة، نظراً لما لهذه المجموعة من الأمراض من بُعد اجتماعي وإنساني وعبء صحي واقتصادي كبير، مضيفاً أن داء السرطان يمثل حالياً مشكلة صحة عامة عالمية، نظراً لتنامي الإصابة بين الأفراد والمجتمعات، وتتفاوت أسباب الإصابة بالسرطان وأنواعه بين مختلف مناطق العالم.


وفي السياق يقول استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير، إن المفاهيم التي كانت سائدة حول مرض السرطان قبل 50 عاماً بأنه مرض مميت، ولا يمكن الشفاء منه تغيرت تماماً مع مرور الزمن في وقتنا الحاضر مع التطورات التشخيصية والعلاجية والدوائية التي شهدتها الساحة الطبية في مجال علاج السرطان.

وأوضح أن الوعي بالأعراض والاكتشاف المبكر وتقدم الأبحاث وعلاجات مرض السرطان وتطورها زاد من نسب الشفاء من أنواع كثيرة من السرطان، مُوَضِّحاً أن كل حالة مرضية تختلف عن الأخرى، حيث تتوقف نسب الشفاء على مكان الورم وسرعة انتشاره والحالة العامة للمريض.


وأشار إلى أنه رغم كون علاج السرطان خاصة الكيميائي والإشعاعي يمكن أن يسبب آثاراً جانبية مزعجة للمرضى أَحْياناً، إلا أن العلم تطور، وظهرت العديد من الأدوية والعلاجات الإشعاعية التي يمكن التحكم في آثارها الجانبية، كما أن الرعاية الداعمة أو الرعاية التلطيفية هي المسؤولة عن إدارة الآثار الجانبية لعلاج السرطان، ويمكنها أن تساعد الشخص على الشعور براحة أكبر في أي مرحلة من مراحل المرض.

وخلص الدكتور هدير إلى القول: الوقاية خير من العلاج، ويجب أن يطبق كل فرد هذه المقولة في حياته، من خلال اتباع النمط الصحي وتناول أطعمة صحية مفيدة للجسم، والحد من الوجبات السريعة غير الصحية وتقليل تناول أطعمة الدهون بكثرة، وتجنب التدخين، وممارسة الرياضة إذ تساهم في المحافظة على وزن صحي، والحرص على الكشف الصحي الدوري، وتجنب الملوثات البيئية والكيميائية.


إلى ذلك ينصح استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه، أفراد المجتمع بضرورة اتباع النمط الصحي، وذلك من خلال نصائح وهي:
تجنب استخدام التبغ، فاستخدام أي نوع من أنواع التبغ قد يضع الفرد في مسار تصادمي مع السرطان، إذ رُبِط التدخين بأنواع مختلفة من السرطان -ويشمل ذلك سرطان الرئة والفم والحلق والحنجرة والبنكرياس والمثانة وعنق الرحم والكُلى.


اتباع نظام غذائي مفيد للصحة، من خلال تناول الأكل الصحي والحد من الوجبات السريعة، والحرص على تناول الفواكه والخضراوات، المحافظة على الوزن الصحي من خلال ممارسة الرياضة وأبسطها المشي يومياً لمدة نصف ساعة بما يعادل 150 دقيقة اسبوعياً، فالوزن الصحي للجسم يقلل من مخاطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والبروستاتا والرئة والقولون والكلى.

كما يجب تجنب أشعة الشمس الحارقة لتفادي التعرض لسرطان الجلد، فيجب تجنب أشعة الشمس بين العاشرة صباحاً والرابعة عصراً، حيث تكون أشعة الشمس أقوى ما يمكن، وفي حالة قيادة السيارة أوقات ذروة الشمس يجب ارتداء النظارة الشمسية.
إلى جانب ضرورة الحصول على التطعيمات التي تقي من بعض الفيروسات المسببة للسرطان، ومنها فيروس الورم الحليمي، وفيروس الكبد الوبائي.

من جانبه أوضح مستشار الإعلام الصحي الصيدلي صبحي الحداد قائلاً: “في آخر إحصائية صادرة عن المركز الوطني للسرطان” السجل السعودي للأورام لعام 2018م والمنشورة مؤخراً في كتاب المجلس الصحي السعودي عن معدل انتشار مرض السرطان في المملكة، تبين أن السرطان الأكثر انتشاراً بين السيدات هو سرطان الثدي، وبين الرجال سرطان القولون والمستقيم. وبين الأطفال ذكور وَإِناثاً هو سرطان ابيضاض الدم”.

وجاء في الإحصائية ذاتها أن السرطانات العشر الأكثر انتشاراً بين النساء هي: الثدي، الغدة الدرقية، القولون والمستقيم، الرحم، الليمفاوي اللاهودجكي، ابيضاض الدم، المبيض، الليمفاوي هودجكن، الدماغ والجهاز العصبي، وعنق الرحم.
أما بين الرجال فالسرطانات بالترتيب هي: القولون والمستقيم، الليمفاوي اللاهودجكن، البروستات، ابيضاض الدم، المثانة، الرئة، الليمفاوي هودجكن، الكبد، الكلى، والغدة الدرقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *