الدمام- البلاد
نوه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية بما تحظي به المملكة من أمن وأمان واستقرار ونمو في وقت يشهد العالم اضطرابات عديدة، وذلك بتوفيق الله ثم حكمة قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين “حفظهما الله”.
جاء ذلك خلال استقبال سموه مساء أمس الاثنين بالمجلس الأسبوعي (الاثنينية) بمقر الأمارة أصحاب السمو والفضيلة والمعالي والمسئولين والأهالي بالمنطقة، والرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل الدكتور أحمد بن زيد آل حسين وعدد من المسئولين بالهيئة الملكية بالجبيل.
وأشاد سموه بما تقوم الهيئة الملكية بالجبيل من جهود كبيرة اثمرت عن العديد من المشاريع الاستثمارية التي أحدثت نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني في ظل الدعم الكبير واللامحدود من قبل القيادة الرشيدة.
وأوضح سمو أمير المنطقة الشرقية أن معدلات قياس التلوث في الهواء والمياه والتربة في الجبيل الصناعية ممتازة، وتعتبر أكثر من آمنة والحياة على أرضها من أجود أنواع الحياة على الرغم من وجود عدد هائل من المصانع.
وقال سموه ” النجاح الذي تحقق في الجبيل الصناعية حولها إلى مدينة نموذجية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث تم الأخذ بأسباب نهضتها والتعامل مع الواقع بكل ما فيه من تحديات حتى أصبحت المدينة ولله الحمد مثالا للمدينة الصناعية التي تستمر في تقديم خدماتها لمئات السنين، كما أنها مدينة قابلة للتمدد شمالاً وغرباً، فهي تتمدد للشمال حتى اقتربت من “رأس الخير” وقريباً ستصبح الجبيل الصناعية ورأس الخير مدينة واحدة”.
وأضاف سموه ” هناك عددا كبيراً جداً من شباب وشابات الوطن يعملون في الجبيل الصناعية، وهم من يقومون بأغلب الأعمال، مع الاستعانة بالخبراء متى ما كان هناك حاجة لهم، ونحن لا نخجل من الاستعانة بالخبراء، وقد قيل من يستعن بالعقول ليس بجاهل، والملك المؤسس – طيب الله ثراه – استعان خلال تأسيس وبناء الدولة برجالات من جميع أقطار العالم، وهو تأكيد لحكمته ورؤيته الثاقبة – رحمه الله – التي كانت تهدف لبناء ونهضة الوطن والأنسان”.
وتطرق سمو أمير المنطقة الشرقية لنشأة الجبيل الصناعية وقال ” محافظة الجبيل معروفة منذ القِدم ولها مكانه في النفس، ولها أرث تاريخي عظيم، وكانت ولا تزال وستظل بأذن الله محل عناية واهتمام ورعاية منذ نشأة هذه الدولة المباركة، وكان يوجد في شمالها ارضاً طيبة وصالحة لان يقام عليها مدينه صناعيه متكاملة كبرى تضم بين جنابتاها صناعات عالمية متطورة تنظر للمستقبل في ذلك الوقت بعين اليوم”.
وأضاف سموه ” في عام 1975م تم الإعلان عن تأسيس مدينة الجبيل الصناعية وكان ينظر لها على أنها ضرب من الاحلام، كان هناك بعض السخرية من مراقبين خارجيين، لكن كانت رؤية بلادكم مستقبلية طموحة لوطن يتطلع ليكون في مصاف الدول المتقدمة لصناعات عالمية مع المحافظة على كل قيمه، التي كان من ضمنها توطين التقنية والكوادر البشرية، واليوم ولله الحمد أصبحت أكبر مدينة صناعية في العالم في المنطقة الشرقية على ساحل الخليج العربي، تغطي مساحة 1016 كيلومترًا مربعًا وتشمل مجمعات صناعية ومنشآت كبرى وموانئ وتساهم بقرابة 7٪ من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة”.
وقال سمو أمير المنطقة الشرقية ” كما يقال في المجال التجاري والصناعي رأس المال جبان، ولكن في الواقع رأس المال ليس جبان، بل هو ذكي وبالتالي لا يمكن ان يكون كل رأس المال الذي استثمر في الجبيل الصناعية جبان، بل على العكس والدليل ولله الحمد نرى اليوم ان كل الشركات الموجودة في هذه المدينة تحقق ارباحاً مميزه وتساهم ايضا في مد العالم بما يحتاجه من المواد البتروكيماوية وغيرها من الصناعات التحويلية المتوسطة والخفيفة ايضاً “.
عقب ذلك ألقى الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل الدكتور أحمد بن زيد آل حسين كلمة أكد فيها على أن الهيئة الملكية بالجبيل تحظى بدعم سخي ولا محدود من قبل قيادتنا الرشيدة التي أسس لها المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه بنظرة بموضوعية شاملة لتطوير آليات الاقتصاد، وهو التطوير المبني على الدراسة والأسس العلمية الصحيحة التي نتج عنها الهيئة الملكية التي باتت ايقونة للصناعات ورمزا من الرموز الصناعية على المستوى العالمي.
واوضح د. آل حسين أن الهيئة الملكية بالجبيل تعتبر نموذجاً صناعياً نفخر به حيث تعد أيقونة وواحة صناعية وأحد الأذرع الاقتصادية الاستثمارية المهمة للمملكة ، واستطاعت خلال مسيرتها أن تستهدف ٩ قطاعات صناعية متوافقة مع الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتي تحقق التكامل الصناعي ودعم المحتوى المحلي وتعزيز سلاسل الامداد والقيمة وزيادة أمن توطين الصناعة بالمملكة، والتي نتج عنها استثمارات تقدر 700 مليار ريال سعودي، وشكلت الاستثمارات الصناعية ما نسبته 83% من إجمالي الاستثمارات منها 171 مليار ريال سعودي استثمارات اجنبية مباشرة.
وأشار إلى أن الهيئة الملكية على تعزيز البنية التحتية التي تدعم مشاريع قطاعي الترفيه والسياحة من خلال استقطاب المستثمرين.
ثم استعرض الرئيس التنفيذي د. أحمد آل حسين خلال عرض قدمه أوضح فيه ما وصلت إليه الجبيل الصناعية من نمو استثماري هائل وتجهيزات أساسية في المدينة والتي تشتمل على الكهرباء والتبريد بمياه البحر والمياه المحلاة والصرف الصحي والصناعي وإدارة المخلفات وشبكات “اللقيم” والآلية المتبعة المراقبة والتحكم بالبيئة للهواء والماء والتربة من خلال أنظمة صارمة للمراقبة الحية والمباشرة لمستويات التلوث وجودة الهواء. كما تحرص على زيادة نسبة التشجير مقابل عدد السكان لتوفير جودة حياة صحية ذات معايير عالية. كما استعرض الإنجازات التعليمية بالمجال الأكاديمي، والبحثي، وأهم الأنشطة الاجتماعية بالمدينة.
عقب ذلك تم عرض فيلم تعريفي يحكي قصة الجبيل الصناعية النموذجية الملهمة التي أحدثت ثورة ونهضة كبيرة في الصناعات وما تحتويه من بنية تحتية وصناعية وعمرانية متطورة.