يكثر الحديث عن الذكاء الاصطناعي، ويختلف العامة على تعريفه أو تحديد إمكاناته وتطبيقاته، وذلك وفق ثقافتهم ومصادر معارفهم عن الموضوع. للأسف لا يوجد تعريف محدد للذكاء الاصطناعي. ولكن هناك تعريفات متعددة له، أجملها في هذا التعريف المدمج من عدة مصادر مختلفة.
الذكاء الاصطناعي هو: خصائص حاسوبية مكتسبة برمجياً تحاكي القدرات الذهنية البشرية وطريقة عملها، ومن أهم هذه الخصائص هي التعلم والاستنتاج وردود الأفعال واتخاذ القرارات، والقدرة على التخاطب وتحليل المعلومات وتنفيذ الأوامر التلقائية والتفكير المبرمج وفق الخبرات المكتسبة من الممارسات والتجارب العملية تؤديها أجهزة وروبوتات شبيهة بالإنسان أو أجزاء منه.
هذا ويمكن إكساب تلك الأجهزة والمعدات بعض الحواس والمشاعر عبر الحساسات والمجسات، مثل النظر والشم والتذوق والإحساس باللمس، وبعض ردود الأفعال والمشاعر الإنسانية، وذلك في مرحلة متقدمة من التطور في المستقبل القريب.
وعموماً، فإن الذكاء الاصطناعي يعمل من خلال كم هائل من المعلومات وتحليلها بواسط خواريزميات تتعامل مع معادلات معقدة، مثل التحليل والقدرة على اتخاذ القرارات وربط النتائج ببعضها البعض، وفي النهاية يمكن التوصل إلى استنتاجات من خلال رسوم بيانية وخرائط ثلاثية الأبعاد وصور تساعد على اتخاذ القرارات المطلوبة بدقة متناهية.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك أنواعاً متعددة للذكاء الاصطناعي، منها نوع لا يملك ذاكرة، بل يؤدي المهمة التي صنع من أجلها، ونوع آخر له ذاكرة محدودة مكتسبة من تجارب سابقة، ونوع ثالث قادر على أن يتعامل مع سلوكيات البشر، أما النوع الأخير، فيحمل وعياً ذاتياً، يدرك التعامل مع مختلف المواقف مثل البشر تماماً، وهذا النوع من الذكاء ليس ممكناً أو متوفراً في الوقت الحالي، وهو الهدف الأخير الذي يعمل عليه العلماء حاليا.
وأخيراً، أزعم أن الذكاء الاصطناعي هو أعظم ثورة معرفية وتقنية عرفتها البشرية في تاريخها الحديث، والتي ستغير وجه الحياة على سطح كوكبنا للأبد.