المحليات

العمل التطوعي.. تنمية مجتمعية وترسيخ للتكافل

البلاد – جدة

للعمل التطوعي قيمة عظيمة، منطلقها روح التكافل وثمارها مثمرة في تعاضد المجتمع وترابط أفراده في ميادين ومجالات عديدة، وفي هذا الميدان الرحب للأعمال التطوعية والقطاع غير الربحي، تقدم المملكة نموذجاً مضيئاً لعطاء وبذل أبنائها، واهتمام كبير بهذا القطاع تنظيماً وتطويراً ودعماً وتحفيزاً.

وكشفت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، عن ارتفاع القيمة الاقتصادية للعمل التطوعي لأكثر من 923 مليون ريال خلال عام 2022 م.  تكمن أهمية العمل التطوعي في جوانب عديدة من الحياة أفراداً ومجتمعاً، منها الفوائد المترتبة على ممارسته، ومن أبرزها تعزيز البنية المجتمعية نظراً لأن الأعمال التطوعية تعود على المجتمع بالنفع، حيث تساعد على تعزيز ثقة الفرد بنفسه من خلال التجارب الجديدة التي يقوم بها، فيكتسب الكثير من الخبرات والمهارات الجديدة، إضافةً إلى أن المتطوع تتسع لديه المتطوع دائرة التعرف على أشخاص جدد في ظل العمل التطوعي، وتقوي شبكة التواصل بين أفراده، وتجعل الفرد جزءاً لا يتجزأ من المجتمع، ومن ثم يسهم بشكل فاعل في القضاء على التفكك المجتمعي.

وفي سبيل تعظيم قيم التطوع وترسيخ روحه الجميلة، وضمن مسيرة الإنجازات الوطنية لأهداف رؤية المملكة 2030، لأجل تحقيق اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي ووطن طموح، تسجل قاطرة العمل التطوعي النجاحات تلو الأخرى، تجسد مَشْهَداً من مشاهد الاعتزاز والفخر في وطن العطاء، وقد كان لبرنامج التحول الوطني دور حيوي في تحقيق الرؤية بصفته أول برامجها التنفيذية، والقائم على 34 هدفاً من أصل 96 هدفاً، تتمحور تلك الأهداف حول تعزيز الممكنات الاقتصادية الوطنية، وتحقيق التميز في الأداء الحكومي، والارتقاء بمستوى الخدمات المعيشية.

ولكون المجتمع أول المحاور في الرؤية والأساس لتحقيقها وتأسيس قاعدة صلبة للازدهار الاقتصادي، كان بناء مجتمع حيوي يعيش أفراده في تكافل، ويسند بعضهم بعضاً، مظهراً من المظاهر التي تسعى إليها مبادرات برنامج التحول الوطني، حيث يعمل البرنامج على تعزيز التنمية المجتمعية وتطوير القطاع غير الربحي، من خلال عدد من الأهداف الاستراتيجية التي تقودها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ومن أبرزها هدف تشجيع العمل التطوعي، الذي تهدف الرؤية من خلاله إلى الوصول إلى مليون متطوع ومتطوعة وخمسين مليون ساعة تطوعية في 2030م.

المنصة الوطنية
وسعياً لتشجيع العمل التطوعي، أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ضمن مبادرات برنامج التحول الوطني، المنصة الوطنية للعمل التطوعي، لتكون حاضنة سعودية للعمل التطوعي توفر بيئة آمنة تخدم وتنظم العلاقة بين الجهات الموفرة للفرص التطوعية والمتطوعين في المملكة. وتتيح المنصة للمتطوعين فرص التطوع في المكان والزمان والمجال الذي يناسب خبرات المتطوعين ومهاراتهم في أكثر من 30 مجالاً مختلفاً، كما تتيح لهم توثيق ساعات التطوع، وتصدر المنصة للمتطوعين شهادات تطوع فورية وسجلاً بالفرص التطوعية المنجزة، وترصد لهم ساعاتهم التطوعية، وتوثق عدد مرات التطوع والجهات التي تم التطوع بها، وتربطها بالمنصة الوطنية للخدمات الإلكترونية “أبشر”.

وتمتد خدمات المنصة إلى خارج نطاق العلاقة بين المتطوعين وجهات التطوع لتشمل توفير الدورات التدريبية والمهارية، وخاصية “بنك الفرص التطوعية” وهي عبارة عن بيئة تفاعلية يشارك فيها المتطوعون بآرائهم، ويسهمون في صناعة فرص تطوعية من نتاج أفكارهم تتبناها الجهات المشاركة، كما تم في وقت لاحق من هذا العام إطلاق تطبيق المنصة الوطنية للعمل التطوعي، لتسهيل وصول المتطوعين إلى الفرص التطوعية.

الأرقام تتحدث

 بحسب مؤشرات العمل التطوعي للفترة نفسها، تحققت إنجازات فاقت مستهدفات الوزارة، حيث ارتفع عدد المتطوعين إلى أكثر من 658 ألف متطوع ومتطوعة بلا تكرار، فيما بلغ عدد المتطوعين بالتكرار أكثر من 5.4 مليون لافتة إلى أن القيمة الاقتصادية للساعة التطوعية بلغت أكثر من 64 ريالاً للفرد.  وأوضحت أنه تم إتاحة أكثر من 373 ألف فرصة تطوعية في أكثر من 20 مجالاً، بإجمالي بنحو 40 مليون ساعة تطوعية، استفاد منها أكثر من 65 مليون مستفيد من مختلف مناطق المملكة، موضحة أن عدد الأفراد المسجلين في المنصة الوطنية للعمل التطوعي بلغ أكثر من 1.2 مليون فرد، فيما بلغ عدد الجهات الموفرة للفرص التطوعية أكثر من 5.2 ألف جهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *