البلاد – مها السليمان
تطور مستمر يشهده قطاع التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يجعل المملكة رائدة في استخدامات التقنية بالتعليم، لتشارك تجربتها مع الدول الأخرى. وقد وظفت الجامعات السعودية تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة من خلال إنشاء عدد من المنصات الإلكترونية التعليمية لتغطية محتوى المقررات الدراسية للطلاب جميعهم في كافة الجامعات، بينما شكل التعليم عن بعد بالمدارس علامة فارقة أكدت قدرة المملكة رقمياً وتسخير إمكاناتها لخدمة الطلاب.
أكد مستشار تقنيات القياس والمعايرة المهندس طلعت الرحالي لـ(البلاد)، أن الذكاء الاصطناعي برؤية المملكة هو قرار وليس اختياراً، مبيّناً أن المملكة تعيش في حالة من التسارع التقني، وذلك في الجانب المعرفي والتطبيقي في كافة القطاعات، ويرجع ذلك لرؤية 2030، مؤكداً أن التبني الواضح والقوي لاستراتيجيات التحول الرقمي التي ستعمل على نقل المملكة ومجتمعها نحو مرتبة متقدمة ضمن مجموعة الدول G20، والمجتمعات الرقمية الحديثة والمتطورة، هو استكمال لمسيرة تحقيق رؤية 2030.
ولفت النظر إلى أن الحكومة السعودية تسعى جاهدة لتعزيز القدرات، وتجهيز البنية التحتية، وتدريب وتأهيل وتهيئة الموارد المتاحة، ورفع الكفاءة والقدرات والمهارات، حتى تكون لديها المقدرة لمواكبة وإدارة الخدمات والمنتجات الناشئة عن تطبيق الذكاء الاصطناعي، وعملية التحول الرقمي، وعلى وجه الخصوص في مجالات التعليم والتعلم، موضحاً أنه لا يُمكن تجاهل الذكاء الاصطناعي كأحد عوامل التمكين الرئيسية في تحقيق رؤية 2030، وتابع: “ففي ظل هذا التقدم التقني والعلمي الهائل، وعصر تُهيمن فيه البيانات على الكثير من الحلول والتقنيات، أصبح مُصطلح الذكاء الاصطناعي منتشراً في كافة الفعاليات والمواقع والأخبار”.
وحول الذكاء الاصطناعي في التعليم وأهميته في تطوير مخرجات التعليم، قال المستشار الرحالي: هناك أربعة أنواع هي (الآلات التفاعلية، والذاكرة المحدودة، ونظرية العقل، والوعي الذاتي)، مضيفاً: “من الكتب المدرسية عبر الإنترنت إلى المحاضرات عن بُعد، بلغت التطورات في تقنية التعليم مبلغاً لم تشهده من قبل، واليوم يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً أساسياً في مساعدة الطلاب والمعلمين على تحسين وأتمتة مهام التعلم والتدريس، ومع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن مساهمته في عملية التعليم والتدريب سوف تتزايد وتتعزز”.
ويرى أن الذكاء الاصطناعي في التعليم ساهم في إيجاد الحلول للتحديات والصعوبات الفنية والتقنية والمكانية، لضمان استمرار التعليم والتعلم بالمملكة بكل كفاءة ومهنية وعمل مؤسسي ذكي، يعمل في منظومة التحول الرقمي الوطني، ميسر ومسهل، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي في التعليم يقوم بدور قوي وفعّال في العملية التعليمية، فهو يوفر للطالب القدرة على الدراسة في أي وقت، ومن أي مكان، كما يمنحه فرصة الوصول إلى تعليم عالي الجودة دون سفر أو مصاريف مالية كثيرة، وتقدم له المساعدة في أي وقت، وتحل المشكلات والصعوبات بكل رحابة صدر، يضاف إلى ذلك العمل على تطوير الطالب والعمل على نقاط الضعف وتقوية نقاط القوة، وتقدم له مرشداً افتراضياً يتابع تقدم الطالب بشكل مستمر وتقديم التعليقات والتقييمات المطلوبة، فضلاً عن التفاعل والفاعلية والاستجابة اللحظية، إذا كان هناك سؤال يدور في ذهن الطالب، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي سريعاً ما تجيب عنه، دون انتظار طويل، كما تضع بين يدي الطالب الكثير من المنصات التي تقدم دورات تدريبية وتعليمية من مختلف الدول، مما تسهل التعليم للراغبين جميعهم، وخير مثال على ذلك منصة مدرستي ونظام فارس ومنصات أخرى مميزة، تعمل على توفير ترجمات فورية أيضاً لترجمة أي نص إلى اللغة الأم التي يتحدث بها المتعلم فلا يواجه أية صعوبة في تلقي المعلومة.
أما عن فوائد الذكاء الاصطناعي الخاصة بالجهاز التعليمي والأكاديمي، قال المستشار الرحالي:”إن الذكاء الاصطناعي يقدم في التعليم للمعلم القدرة على تحليل طلابه وقياس مدى تقدمهم، وإيجاد نقاط القوة والضعف بهم وبالمقررات الدراسية والعمل على تطويرها، ويعمل أيضاً على توفير الكثير من الوقت والمجهود للمعلم، حيث يقوم بمهام كثيرة كان يستهلك فيها المعلم وقتاً ومجهوداً كبيراً، مما يجعله متفرغاً أكثر للتطوير والتحسين وإيجاد حلول مبتكرة للنهوض بالمؤسسة التعليمية التي ينتمي لها، كما يوفر الذكاء الاصطناعي أتمتة المهام الإدارية والتقييم والرد على الأسئلة وتصحيح الاختبارات ووضع أسئلة الامتحانات. فضلاً عن دوره في تطوير الحركة التعليمية، وتفادي مشكلات كثيرة والعمل على إيجاد حلول قوية وفعّالة”.