الرياضة

بعد 12 عاماً من نيل شرف التنظيم.. مونديال قطر.. شهر من المتعة برعاية عربية خليجية

الرياض- غدير عبدالله الطيار

منذ 12 عامًا منح المكتب التنفيذي للفيفا موافقته بالأغلبية لدولة قطر لنيل شرف استضافة كأس العالم 2022. وطوال الـ 12 عاماً أنشأت قطر كثيراً من البنى التحتية من ملاعب تدريب و8 استادات على أعلى المواصفات وكثيراً من الفنادق، بالإضافة إلى إنشاء شبكة المترو، وإعادة تأهيل كافة الطرق.

الاستثمار الأعلى
استثمرت قطر المليارات ليصبح مونديال 2022 الأغلى على الإطلاق بتكلفة تجاوزت 200 مليار دولار- بحسب تقديرات مجموعة من الخبراء وتقارير إعلامية.
والحقيقة فإن كأس العالم “فيفا قطر 2022” أو “مونديال العرب” قد حفر اسمه بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ، ونجحت دولة قطر، بل والعرب كافة، في تسجيل أهداف كثيرة في مرمى المغرضين.

مونديال قطر الأفضل
قال السويسري جياني إنفانتينو رئيس الفيفا في معرض إشادته بكأس العالم: “شكرًا لجميع المشاركين ولقطر ولجميع المتطوعين؛ الذين جعلوا هذا المونديال هو الأفضل على الإطلاق”.
وأضاف: “لم تكن هناك أية حوادث خلال المباريات، وكانت الأجواء مبهجة للغاية”.
وتابع: “هناك شيء ما يحدث عندما نتحدث عن أن كرة القدم قد أصبحت لعبة عالمية حقاً، مع وصول فريق أفريقي (المغرب) إلى الدور نصف النهائي لأول مرة. بالاضافة الحكمة [ستيفاني فرابارت] مباراة في كأس العالم للرجال للمرة الأولى”.
وواصل:” لقد كان نجاحًا لا يُصدق؛ إذ اقترب عدد المشاهدين من 5 مليارات عبر الكرة الأرضية. والتقى المشجعون بالعالم العربي، وهو ما يعد أمرًا مهمًا جدًا لمستقبلنا جميعًا”.

الحضور الجماهيري الثالث تاريخياً
احتل مونديال قطر المركز الثالث في عدد الجماهير بتاريخ المونديال؛ إذ حضر مبارياته (3.404.252 مشجعًا)، وكان للجماهير السعودية حضور مميز؛ إذ سجل لقاء الأخضر السعودي والمكسيك المرتبة الثالثة بين المباريات الأكثر حضورًا بـ 88 ألف مشجع. بينما تصدر مونديال أمريكا 1994 قائمة الأكثر حضورًا جماهيريًا في تاريخ البطولة، حيث حضره 3.587.538 مشجعًا، ثم مونديال البرازيل 2014 في المرتبة الثانية بـ 3.429.873 مشجعًا، ومونديال ألمانيا 2006 في المرتبة الرابعة بحضور 3.359.439 مشجعًا.

روعة التنظيم
خلال 30 يومًا توالت الإشادات بالتنظيم الممتاز، وكرم الضيافة العربية والأمن والأمان، كما جاء على لسان رئيس فرنسا ماكرون، ومن جياني إنفانتينو رئيس الفيفا الذي اعتبر “مونديال قطر” أفضل كأس للعالم على الإطلاق، في حين رأى كثيرون أن قطر صعّبت المهمة على مستضيفي البطولة مستقبلًا.

معظم سكان الأرض تابعوا الحدث
تخطّى عدد مشاهدي مباريات مونديال قطر عبر العالم عتبة 5 مليارات مشاهد، والعدد التراكمي للمتفرجين في الملاعب بلغ أكثر من3.31 مليون متفرج، كما أصدرت قطر قرابة مليوني بطاقة “هيّا” للمشجعين، وأصدر الفيفا 180 ألف بطاقة لموظفيه وإدارييه وللمتعاقدين وللخدمات والأمن. بينما بلغ عدد الصحفيين والمصورين والتقنيين 14500.

تميز المركز الإعلامي
أصدر المركز الإعلامي للمونديال حوالي 6900 تصريحًا للصحفيين من غير الحاصلين على تصاريح الفيفا.
ووفق إحصاء شبه نهائي، فقد زار دولة قطر خلال شهر المونديال أكثر من مليون مشجع. وكانت المواصلات المجانية ضمن العوامل الحاسمة في إنجاح المونديال.

دروس مهمة
بدأ التخطيط السليم والمميز منذ 12 عامًا، وبالفعل بدأت قطر بوضع استراتيجيَتها طويلة الأمد لتستطيع استضافة الحدث الكروي الأبرز عالميًا، فقد سعت لبناء ملاعب، وناطحات سحاب جديدة، وفنادق ومساكن، وطرق لوسائل النقل العام، بالإضافة إلى مدينة جديدة لاستضافة المباراة النهائيَة. وبالفعل تمكنَت قطر من تحقيق هذه الإنجازات الضخمة بفضل خطَتها الاستراتيجيَة، لتضرب بذلك مثالًا رائعًا على الدور الكبير الذي يلعبه التخطيط لنجاح أي حدث.

الاعتزاز بالهوية الخليجية والعربية
حرصت قطر إلى الاعتزاز بالقيم والمبادئ وإبراز الهوية العربية والخليجية، والتعريف بالثقافة العربيَة والإسلاميَة، وتعزيز التراث الثقافي للمنطقة، فكان المونديال فرصة للالتقاء الثقافي والحضاري بين شعوب 32 بلدًا موزعة على قارات العالم.

التعاضد الخليجي والعربي
كان للعمل العربي الجماعي، عامة والخليجي خاصة، دور كبير في النجاح المبهر لهذا المونديال، ولا ننسى مواقف المملكة العربية السعودية، وتوجيه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لكافة الوزارات والجهات الحكومية بتقديم كل أشكال الدعم والتسهيلات للأشقاء في قطر لضمان نجاح هذا الكرنفال الكروي العالمي، كذلك تسهيل دخول وخروج مشجعي المونديال من أنحاء العالم لأراضي السعودية دون الحصول على تأشيرة دخول لتسهيل انتقالهم للأراضي القطرية.

نسخة فريدة
لا شكَ أن بطولة كأس العالم تُمثِل مصدر ترفيه لكل الناس، وبالفعل أبهجت وأسعدت عددًا كبيرًا من الناس حول العالم، لكن بالإضافة إلى ذلك، فهي تُمثِل دروسًا في الحياة يُمكن استخلاصها من خلالها. وقد قدَمت هذه النُسخة الفريدة من نوعها أداءً كرويًا مُمتعًا أبهر جماهير الساحرة المستديرة، وقدمت نتائج غير مُتوقعة للبعض.
مونديال قطر 2022 نسخة استثنائية؛ أثارت الجميع بالجمال والمتعة الكروية مع روعة المكان والزمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *