انتهت مشاركة منتخبنا الوطني لكرة القدم في مونديال كأس العالم بقطر بمشاعر مختلطة. وهنا أتحدث عن الأشخاص العقلانيين من مشجعين وإعلاميين الذين يقيّمون التجربة بنوع من التجرد، والأخذ بعين الاعتبار التجارب السابقة، ووضع كرة القدم الحالي في المملكة، وبعد الانتهاء من كل تلك النقاشات.. يبقى السؤال المهم… ماذا بعد؟
إحدى مشكلات الأداء الجيد أنك تضع (بنفسك، ولنفسك) معياراً للتطور، لا تريد أن تتراجع عنه، ومن الخطير أن تتوقع أنك لن تتراجع عنه بشكل تلقائي؛ نظراً لما قدمته من مستوى في ما سبقه؛ لذلك يتوجب على اتحاد القدم، إن كان يرى أنه قام بعمل جيد في هذه المشاركة أن يعلم أن المجتمع الرياضي لن يرحمه، ويتقبل منه أي تراجع في المشاركات المقبلة، ويجب عليه أن لا ينظر خلفه في المشاركات المقبلة. بالطبع نعلم أن تطوير اللعبة يتوجب خلق جيل يبدأ من الصفر على صعيد التكوين البدني والذهني والاحتراف الخارجي، وهذا ما يقوم به برنامج الابتعاث الذي نأمل أن نرى بعضاً من بريق ضوئه قريباً، ولكن لابد من الأخذ بعين الاعتبار المكتسبات الموجودة حالياً، والعمل على استثمارها للمضي قدماً، وهو الأمر الذي لن يتقبل المجتمع الرياضي سواه.
ربما قد نكون ابتلينا بمن يعتقد أن التطور عبارة عن قص ولصق أو استنساخ لتجارب الآخرين، كما هي بدون تغيير، ربما لكثرة اعتمادهم على ذلك الأمر لديناميكية عمل قروبات الواتساب التي تحركهم وهذا يجعلهم ينسون أن كل حالة لها حيثياتها الخاصة، وليس بالضرورة أن تكون التجربة التي نجحت مع غيرك ناجحة معك، إن طبقتها.
بُعد آخر:
بما أننا نتحدث عن ماذا بعد.. إن كان اتحاد الإعلام غير قادر على ضبط الانفلات الإعلامي الحالي، فلماذا لا يقوم بإيجاد إعلام موازٍ؟ مثلاً أن يقوم بالمساهمة في إنتاج برامج رياضية بالتعاون مع القنوات المحلية، أو ربما التعاون مع بعض القنوات الإقليمية في إنتاج برامج أو فقرات رياضية يقومون من خلالها أيضاً بترشيح إعلاميين لهذه القنوات ليتم استضافتهم مع التأكد أن هؤلاء الإعلاميين قادرون على عكس صورة إيجابية عن الإعلام الرياضي السعودي، على أن يبقى الوضع الحالي كما هو، حتى يُحدث الله أمراً.