اجتماعية مقالات الكتاب

عالم ما بعد الكورونا

مما لا شك فيه ان عالم (ما بعد الكورونا) سيشهد تغييراً يشمل كل العالم وسيشهد نقلة كبيرة لاقتصاد الدول الآسيوية مثل الصين والهند وأندونيسيا وكوريا الجنوبية قد يضع هذه الدول في قمة اقتصاد القرن الواحد والعشرين.

يؤكد ذلك التناقض الذي تعيشه اقتصادات الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي بعد خروج بريطانيا منه وما يتردد عن لحاق اسبانيا وإيطاليا وفرنسا والمانيا بالخارجين منه والذي سيمثل نهاية لما عرف بالاتحاد الاوروبي.
لقد سقطت بذلك ورقة التوت التي كانت إلى ما قبل اندلاع وباء الكورونا تغطي سوءات ما عرف في قرننا الماضي والحالي بالاتحاد الاوروبي واسطورة الولايات المتحدة الامريكية.

العجيب في أمر الاقتصادات الغربية التناقض الواضح في مناهجها ونظرياتها الاقتصادية التقليدية عبر جامعاتها، فبينما كانت الجامعات الامريكية والاوروبية تحارب الاحتكار بكل صوره في ستينات وسبعينات القرن الماضي ها هي في القرن الحالي تسعى للسيطرة علي العالم باحتكار كل ما يمت للتكنولوجيا الحديثة وما عرف بثورة الذكاء الصناعي، الذي انطلق من الشرق الآسيوي.

وليس أدل على ذلك من محاربة الولايات المتحدة الامريكية زعيمة الاقتصاد الغربي لشركة (هواوي)، ومحاولة إيقاف عجلة اختراقها التكنولوجي للأسواق الامريكية والغربية، حتى مع تجاهل بريطانيا الخجول للتوجه الامريكي بمقاطعة الشركة العملاقة.
إن عالم ما بعد وباء الكورونا سيكون بالتأكيد غير عالمنا الحالي. فستسقط كل النظريات الغربية الاقتصادية والتكنولوجية، وسيصبح عالمنا أكثر تطوراً وإبداعاً. وبعيداً عن النظريات الاقتصادية المهترئة.

عالم سيتحول إلى قرية صغيرة، يتوهج بنجاح وآمال شعوب الكرة الارضية التي انهكتها النظريات الغربية الفاشلة. اين منها غابة السيطرة الغربية على كل مناحي الحياة؟.
ومرحبا بعالم ما بعد الكورونا الجديد بعد زوال الوباء والذي نأمل ان يكون قريبا إن شاء الله.
كاتب صحفي
ومستشار تحكيم دولي

mbsindi@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *