اجتماعية مقالات الكتاب

المونديال وكسر السقف الزجاجي في الرياضة

مفاجآت كثيرة أضفت نكهة خاصة على كأس العالم هذا العام ستبقى طويلا في ذاكرة الشعوب حيث أول دولة عربية استضافت المونديال وأول دولة فازت على منتخب الارجنتين وأول دولة في قارة افريقيا والشرق الأوسط تصل النهائيات. وتعبر هذه الإنجازات عن جمال رياضة كرة القدم حيث لا مستحيل في الملعب ووصف البعض في وسائل التواصل الاجتماعي منتخب المغرب الشقيق بأنه كسر السقف الزجاجي في عام كرة القدم لفئات كثيرة من العرب والمسلمين وافريقيا في هذه الرياضة.

من ناحية تاريخية قامت بريطانيا وفرنسا في القرن الــ 19 بإدخال كرة القدم في الدول التي تقع تحت الاستعمار واستمرت هذه الدول بعد استقلالها في تطوير لعبها ولكن بشكل بطيء ليأتي إنجاز المغرب كمصدر فخر للشعوب مشكلا معنى رمزي بأنه ليس هناك مستحيل.

وقد أبرزت مباريات كرة القدم شعور الوطنية والانتماء للوطن وتعرّف العالم على الثقافة العربية والإسلامية عن كثب وشاهدنا مناظر مبهجة ومشاهد مؤثرة مثل الجانب الإنساني للاعبي المنتخب المغربي وهم يحتفلون مع أمهاتهم مما غير الصورة النمطية عن الشعوب العربية من خلال تداول تلك المشاهد في وسائل الاعلام.

ولفت أداء المنتخب السعودي أنظار المواطنين والعالم أجمع حيث فاز على المنتخب المرشح لنيل كأس العالم هذا العام والذي لم ينهزم منذ عام 2019م أمام أقوى الفرق مثل منتخب البرازيل. أدى هذا إلى اهتمام الاعلام الدولي بالتعرف عما يحصل داخل السعودية. وقد اجرت صحيفة بولندية معي لقاءً بأسئلة تدور حول أهمية كرة القدم في السعودية مما مكنني من أن أسلط الضوء على التطور الكبير في مجال الرياضة في الآونة الأخيرة والتغير الملحوظ في المملكة منذ انطلاق رؤية 2030م، وكيف ان أداء الفرق السعودية في الألعاب الرياضية العالمية المختلفة يعكس التطور المستمر في مجال الرياضة. مع التأكيد على أن تحسين جودة الحياة يشكل عنصراً وهدفاً اساسياً لرؤية 2030م انطلاقاً من أن الرياضة تفيد المواطنين من رجالاً ونساءً وكباراً وصغاراً من الناحية الصحية والاقتصادية والاجتماعية.

وإذا كانت كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية إلا أننا بدأنا نشاهد تنوعاً في الرياضات المختلفة في الاتحادات والأندية وإدراجها في المدارس والجامعات، وحتى مشاركة السعودية في الألعاب الشتوية، وفي عام 2016م كانت المشاركة النسائية الأولى في الوفد السعودي في الألعاب الأولمبية الذي أقيم في مدينة ريو في البرازيل خطوة تاريخية.

لقد شهد القطاع الرياضي في المملكة نمواً كبيراً، حيث ساهم في الناتج المحلي بــ 6.5 مليار ريال. وارتفعت نسبة الأندية النسائية لتشكل 30 % من إجمالي التراخيص وقفزة نوعية. من ناحية التوظيف فنسبة المهن الوظيفية في مجال الرياضة ارتفع ب114 % وتم توفير عدد الوظائف في هذا المجال وصل لأكثر من ١٤ ألف بحسب تقرير نشرته وزارة الرياضة.

إن الأهداف التي وُضعت لدعم الاقتصاد الرياضي يمتد تأثيرها إلى جوانب كثيرة، مثل خلق الوظائف لشعب منتج بالإضافة إلى تحسين الصحة العامة لدى المواطن، كما يؤثر بشكل غير مباشر على تعظيم القوة الناعمة وتسويق الوطن من خلال تلك الأنشطة، وغيرها. كما استضافت المملكة عدة فعاليات عالمية مثل الفورمولا E لأول مرة في الشرق الأوسط وسباق الدراجات الهوائية الدولي “تيتان الصحراء” والعديد من سباقات الخيل وغيرها.
ان كأس العالم دائما يؤكد أن للرياضة قوة ثقافية تؤثر على الشعوب وترفع معنوياتها.
وقد أنجزنا الكثير ويكفي أن الخطوة نحو التقدم ربما يعد التأهيل الحقيقي.

layanzd@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *