يعد التدمير كما نعلم جميعنا بأنه هدمٌ وتحطيمُ الاشياء باختلافها، فكل شيء في محيط الفرد انتهت صلاحية استخدامه فإنه يتلف ويتم الاستغناء عنه حيث انه أصبح يشغل حيزاً دون فائدة عائدة وهنا يصبح التدمير هو اعادة هيكلة المساحات لتصبح صالحة للاستخدام من جديد.
وينقسم العقل البشري الى قسمين، هما العقل الواعي واللاواعي، وتكمن مساحة تخزين المواقف والافكار والذكريات والبيانات والخبرات وتبدأ عملية التخزين في ذاكرة الفرد منذ سن مبكرة حيث ان جميع ما مر به الفرد مخزن في ذاكرته وهذا يسهم بشكل كبير في بناء شخصية الفرد.
وتتكون قاعدة بيانات تفاعلية لدى الفرد تظهر في تعاملاته وطريقة تفكيره من خلال صوته الداخلي الذي يتوارد الى ذهنه ولكن ماذا لو انه تمت تغذية مساحة التخزين بكل شيء سلبي؟ ان الافكار التي يسمعها الفرد من خلال صوته الداخلي هي حصيلة ما تم تخزينه في ذاكرته فإنه بعد كل موقف او حدث سيء مر به يستنبط الانطباعات ويحتفظ به.
ان التخزين السلبي اشبه بعملية الزراعة، اي ان ما تم زَرْعُه سيحصد وهنا حين يقوم الفرد بتخزين الافكار السلبية فإنها تتوارد الى ذهنه كل حين، وهذه العملية مرهقة للفرد ولعقله حيث انه يظن انه فاشل وبلا قيمة وهذه حصيلة افكاره والتي تتردد على مسامعه من حديثه الذاتي ويجب عليه التوقف فورا والبدء بالتدمير البْنَّاء.
ان عملية التدمير هي عملية مستمرة ولن تظهر نتائجها على الفور انما السر يكمن في استمراريتها وهي مقابلة كل فكرة سلبية نقيضتها الايجابية وتكرار هذه العملية مع جميع الافكار المحبطة حتى تتم زراعة الافكار الإيجابية وبهذه العملية يتم الحصول على ثمرة التغير والبناء الصحي.
fatimah_nahar@