يعد المخرج محمد بكير من أبرز مخرجي الدراما والسينما العربية ، قدم أعمال درامية وسينمائية عدة لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا، منها مسلسل المواطن إكس، مسلسل طرف ثالث، حواري بوخاريست ، مسلسل آسيا ، فيلم على جثتي ، ومؤخرا الغرفة 207 على منصة شاهد.
البلاد التقت بالمخرج محمد بكير ليحدثنا عن مسلسل الغرفة 207 الذي لاقي نجاح كبير وحصل على نسبة مشاهدة مرتفعة بسبب احداثه الشيقة والمثيرة..
في البداية ..هل توقعت هذا النجاح للمسلسل ؟
توقعت نجاح المسلسل خارج مصر بهذا الشكل، لكن بالنسبة للجمهور المصري لم أكن أتوقع ذلك لأنه يمتلك ذوق خاص، كما أن المشاهد المصري يهوى الدراما الكلاسيكية ، لكن مسلسل الغرفة 207 يعتبر رحلة جديدة في شكل الدراما حتى في طريقة سرد الأحداث ، والتي تحتاج إلى تفكير عنيف.
“التفاصيل يا جمال” .. اهتم مشاهدو المسلسل بالتفاصيل الدقيقة ، وظهر ذلك بوضوح من خلال التعليقات على السوشيال ميديا، و كنت أحيانا تقوم بالرد على تساؤلاتهم.. كيف وجدت ذلك ؟
بالفعل كنت حريص في مساعدة المشاهدين والرد على تساؤلاتهم على السوشيال ميديا، لأن المسلسل صعب جدا ، وكنت دائما أضع نفسي بجوار المشاهد، وكانت هناك حلقات صعبة في فهمها للمشاهد، لذا كنت اتناقش مع السيناريست في محاولة التخفيف على المشاهد في عبء جهد التفكير، وحاولنا أن تكون الحلقة العاشرة فيها اجابات لعلامات استفهام كانت تطوق في أذهان المشاهدين، خصوصا أن للمسلسل جزء ثاني من 10 حلقات فهناك أحداث أكثر تشويقا .
هل الحلقة العاشرة سترد عل جميع التساؤلات التي دارت في أذهان المشاهدين خلال حلقات المسلسل، وستكون بعيدة عن النهايات الغامضة والمفتوحة كما يحدث في مسلسلات الرعب والاثارة؟
كنا حريصين أن يصل المشاهد لأهم إجابتين من هو “جمال” محمد فراج ولماذا هو السبب في كل هذه الأحداث ومن هي ريهام عبد الغفور ، ولكن سيكون بإيجاز شديد جدا ، في شكل رحلة سيعيشها المشاهد مع شخصية “جمال”، لكن دراما هذه الإجابة ستكون في الجزء الثاني.
هل كان مقصود إيحاء المشاهد بالشك في شخصية “سارة” التي قامت بها “ناردين فرج”؟
دعيني أخبرك أن كل شئ كان مقصود، فكان مقصود الشك في شخصية سارة ، وشخصية عم مينا احيانا، وشخصية الخواجة وشخصية مصطفى أيضا ، فكل الشخصيات مرسومة أن تكون محل للشك، كل تفصيلة كان لها مدلولها على سبيل المثال الكرسي الموجود في الغرفة ، الوحيدة التي جلست عليه في الحلقة الاولى ريهام عبد الغفور ثم جلست عليه أيضا فاتن “أسماء جلال” و سارة “ناردين فرج” في الحلقة 9، فكل من جلس على ذلك الكرسي كان له علاقة بشخصية ريهام ، لأن الكرسي له مدلول لا أحد يجلس عليه الا اذا كان ذلك الشخص له علاقة بالغرفة.
دراما الرعب تختلف عن الدراما الكلاسيكية ..فيما تكمن الصعوبة؟
المسلسل لا يصنف رعب لكن يصنف لـ السايكودراما ، فالتصوير لابد أن يكون به تشويق للمشاهد، لابد أن يكون هناك حالة ويجب التركيز على رد الفعل ، فكل مشهد لابد أن يكون فيه تشويق للمشاهد ، من المهم أيضا اختيار العدسات للتصوير والزوايا .
في هذه النوعية من المسلسلات التصوير والاضاءة والموسيقى هم أبطال أيضا مع الفنانين ..حدثنا عن العمل خلف الكاميرا؟
دعيني أخبرك انني اعتمدت في هذا المسلسل، العمل بشكل مختلف تماما أو ما يسمى “بالمثلثات” ، وكان أول مثلث (منتج ، مؤلف، مخرج )- المثلث الثاني (مهندس ديكور ، مدير تصوير ، مخرج )- والمثلث الثالث كان (شريط صوت ، شريط صوت ، مخرج).
ما هي أصعب المشاهد بالمسلسل ؟
كل مشاهد العشر حلقات كانت صعبة ، وكل مشهد له حالة خاصة ، وخصوصا الحلقة 10 كانت من أصعب الحلقات في تصويرها ، ولها حسابات مختلفة، بالإضافة إلى مشاهد الاحلام مع اسماء جلال .
هل توجد صعوبة في تنفيذ المعالجة الدرامية للروايات ؟
أحيانا تكون صعبة واحيانا العكس، أما بالنسبة لحالة العمل الفني للغرفة 207، فكانت الرواية للدكتور أحمد خالد توفيق ، كان تلميذه النجيب السيناريست تامر إبراهيم ، وبسب القرب الشديد بينهم كان تامر على وعي بطريقة تفكير دكتور أحمد خالد توفيق، لذلك عند المعالجة الدرامية التي بالطبع قد تختلف في طريقتها عن الرواية ، أحيانا كان تامر يضع شخصيات جديدة لم تكن موجودة في الرواية لكن بنفس طريقة و شعور دكتور أحمد خالد توفيق، لذا لم تكن المعالجة الدرامية صعبة لتامر إبراهيم لكن كان من الممكن أن تكون صعبة لأي سيناريست آخر.
هناك أكثر من طبعة الان لرواية الغرفة 207 بسبب إقبال المشاهدين على شراء الرواية بعد مشاهدة المسلسل، هل ترى أن المعالجة الدرامية قد تزيد من نجاح الرواية اذا كان المسلسل ناجح بالفعل؟
بالتأكيد، فقد تكون نوع من الإعلان للرواية بشكل مختلف ، فأمر طبيعي أن يعيد توزيعها مرة أخرى.
هل كان هناك صعوبة اذا تم تنفيذ الرواية كمعالجة سينمائية ؟
بالتأكيد كانت ستكون صعبة للغاية، فنحن كنا بصدد تصوير 10 أفلام بالفعل وتعاملنا بتكنيك تصوير الفيلم .
هل قابلتكم مواقف مرعبة أثناء تصوير المسلسل ؟
كان هناك بعض المواقف ، أثناء التصوير كان أحد الأطفال ارتفع من على الكرسي الذي يجلس عليه ولم يوجد سبب لذلك، لكن التفسير العلمي أنه من الممكن أن يكون أصيب بنوبة ما بسبب الازدحام والتصوير ، أحيانا يحدث ذلك.
كيف ساعدت المنصات على نجاح الاعمال الفنية؟
من إيجابيات المنصات هي اختيار النص ، والأفكار المطروحة دائما جديدة ، والإنتاج يكون أقوى من اعمال التليفزيون، ودائما يكون التعامل أن العمل أو النص هو البطل ، كما يعطي مساحة للفنانين والمواهب الشابة والمخرجين أيضا لتحضير العمل بشكل أفضل.
كيف وجدت العمل مع محمد فراج و ريهام عبد الغفور؟
نحن في المقام الأول أصدقاء ..وكنت أود العمل مع محمد فراج بعد مسلسل المواطن إكس وطرف ثالث ، لأني تنبأت له أنه سيصبح نجم لأنه عبقري، أما ريهام عبد الغفور فهى ممثلة من نوعية خاصة تجيد التفكير في الشخصية بشكل غاية في الدقة ولديها وعي شديد بالعمل الذي تقوم به ، فالعمل كان مريح معهم بالتأكيد لأنهم على وعي كامل بعملهم.