الرياضة

حلم النجمة السادسة يتأجل 24 عامًا.. هل انتهى سحر السامبا البرازيلية؟

جدة – هلال سلمان

استقبلت الجماهير البرازيلية منتخب بلادها بصافرات الاستهجان، وقذفت حافلته بالحجارة وسط سخط كبير من الأداء المخيب لـ “سيليساو” الذي خرج بشكل صادم من الدور ربع النهائي لكأس العالم قطر2022، رغم أنه كان أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب.
أنهى منتخب البرازيل مونديال قطر في المركز السابع، وهو أسوأ مركز له منذ مونديال 1990 الذي خرج فيه من دور الـ 16، ليحتل المركز التاسع حينها.
“راقصو السامبا” حضروا إلى الدوحة، وهم يحملون آمالًا كبيرة في التتويج باللقب للمرة السادسة في تاريخهم، والأولى منذ عام 2002، خصوصًا في ظل نضج الموهبة الأبرز نيمار، ووجود عدد من النجوم اللامعة التي بإمكانها تحقيق الحلم الذي طال انتظاره من قبل البرازيليين، وفي مقدمتهم فينيسيوس جونيور وردوريغو نجما ريال مدريد، وريشارليسون ورافينيا وباكيتا ومارتينيلي وجيسوس.
لكن الواقع كان مختلفًا للغاية، فبعد أداء قوي للغاية ومهارات معتادة من البرازيليين أمام كوريا الجنوبية في دور الـ 16، سقط نيمار ورفاقه أمام منتخب كرواتيا، الذي نجح في إيقاف خطورة لاعبي منافسه وجرهم إلى لعبته المفضلة، وهي ركلات الترجيح التي أقصت البرازيل وأنهت أحلام جماهيره بغصةٍ لم تكن متوقعة، ليخرج البرازيليون وهم يذرفون الدموع على ضياع لقب كان في المتناول.


24 عامًا من الانتظار..
سينتظر البرازيليون 24 عامًا لكي يمكنهم الحلم مجددًا بالنجمة السادسة، فآخر لقب لكأس العالم حققه منتخب السامبا في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 بقيادة رونالدو ورونالدينيو وريفالدو وكاكا وروبرتو كارلوس، وعليهم الآن الانتظار حتى عام 2026 موعد المونديال المقبل الذي سيقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
وهذه هي المرة الثانية التي تضطر فيها جماهير الكرة البرازيلية للانتظار 24 عامًا بعد أن اختبروا الأمر ذاته بين عامي 1970 تاريخ آخر لقب مع الأسطورة بيليه، وعام 1994 عندما حققوا اللقب بقيادة روماريو وبيبيتو ودونغا.
ويتساءل الجميع: ماذا حل بالكرة البرازيلية؟ وهل نجح الأوروبيون في إبطال مفعول سحر السامبا؟ أم أن المواهب الحالية لا ترتقي لمستوى الفوز بكأس العالم؟
والحقيقة أن الإجابة على هذه التساؤلات ليست سهلة أبدًا، فمواهب الكرة البرازيلية لا تنضب، ولاعبوها يتواجدون في أقوى بطولات الدوري الأوروبية وفي مختلف قارات العالم، كما أن المدرب الحالي تيتي الذي ودع منصبه بعد الخروج المرير، لا يمكن الاختلاف حول خبرته وحنكته بدليل قيادته لمشوار التصفيات بنجاح تام، ما جعل البرازيل أول منتخب في العالم يتأهل لمونديال قطر2022، لكن الصدمة هي المستوى الذي ظهر به المنتخب البرازيلي في المباراة الأخيرة أمام مودريتش ورفاقه في المنتخب الكرواتي.
ويرى بعض البرازيليين أن الأموال الطائلة التي بات يجنيها اللاعبون جراء احترافهم في الأندية الأوروبية الكبيرة أحد أسباب عدم تقديمهم المستوى الممزوج بالروح القتالية التي كان يتمتع بها أسلافهم، فيما يؤكد المحللون أن الكرة الأوروبية باتت تتفوق بوضوح على كرة أمريكا الجنوبية التي تعتمد بشكل أكبر على مهارات لاعبيها.

هل يكون غوارديولا الحل؟
بعد ابتعاد تيتي عن تدريب البرازيل، اتجه تفكير اتحاد القدم في بلاد السامبا صوب الإسباني بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، حيث يأمل في إسناد المهمة له مبكرًا؛ لكي يجهز المنتخب الأصفر والأزرق لمونديال 2026، وهي خطوة غير مسبوقة ستكسر تقليدًا راسخًا في تاريخ الكرة البرازيلية التي لم تعرف مدربًا أجنبيًا لمنتخب السامبا.
وظهرت على السطح أسماء مرشحة أخرى؛ من بينها يواكيم لوف مدرب ألمانيا السابق، والتشيلي مانويل بيليغريني، لكن إعلان اسم خليفة تيتي لن يكون قرارًا متسرعًا؛ إذ يجب دراسته بعناية، خصوصًا أنه لا يزال هناك متسع من الوقت أمام اتحاد كرة القدم في البرازيل.
وبعد الحزن الكبير الذي أظهره نيمار والخروج المرير وضياع حلم الفوز بكأس العالم، يترقب عشاق الكرة البرازيلية قرار نجم باريس سان جيرمان الذي قد تدفعه مشاعره لإعلان اعتزاله اللعب دوليًا، مثلما حدث مع ميسي سابقًا، وإذا حدث ذلك فسوف تفقد الكرة البرازيلية نجمًا فذًا نجح في تحقيق ما لم يحققه أساطير من قبله، بعد أن قاد “سيليساو” لذهبية كرة القدم في الأولمبياد، وهو اللقب الوحيد الذي كان ينقص البرازيل، كما نجح في معادلة رقم بيليه في عدد الأهداف الدولية ولكل منهما 77 هدفًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *