عندما تخوض المنتخبات الكروية مباريات التصفيات النهائية لكأس العالم، فهي لا تجهز نفسها لخوض تلك المباريات بالأمنيات او من خلال معلقين يجيدون الحديث بشكل ممل لا يسمعه أحد سوى من هم في الاستديو! المنتخبات العريقة التي تمتلك خبرة كبيرة في المشاركة في مثل تلك التصفيات، تجهز فريقها بناء على معايير تجعلها تخوض جميع المباريات دون ارتكاب أخطاء سواء من قبل اللاعبين او الجهاز الفني، اخطاء قد تكلفها خسارة المباراة نتيجة وليس لعباً، فكيف إذا كانت الخسارة لعباً ونتيجة؟ ما اقصده هو، ثبات أداء الفريق في كل مباراة ضرورة حتمية، الوصول الى ذلك، الفريق بحاجة الى مدرب ذكي ذي خبرة عالية في تجهيز الفريق بخطط لعب تناسب كل مباراة من مباريات التصفيات النهائية ومجموعة لاعبين (ليس لاعب واحد او اثنين) يمتلكون قوة جسمانية، لياقة عالية ومهارة أداء جماعي، وليس الحماس فقط.
في مباريات كاس العالم، الفرق الكروية بحاجة (احيانا) الى شيء يسمى (حظ) وللأسف! كيف؟ شاهدت العديد من المباريات الكروية التي تلعبها الفرق العالمية، رغم الأداء المبهر للفريق، الا ان الفريق يخسر تلك المباراة نتيجة وليس لعبا! أقرب الأمثلة، مباراة المنتخب السعودي مع المنتخب البولندي في تصفيات كاس العالم في قطر! المنتخب السعودي لعب المباراة بطريقة رائعة، سنحت له العديد من الفرص للتسجيل وعلى راس تلك الفرص ضربة الجزاء التي اضاعها لاعب مميز هو سالم الدوسري، الذي شاهدناه يسجل العديد من الأهداف الرائعة! لكن، في تلك المباراة، لو كان الحظ رجلا امامي، لقتلته.
استطاعت دولة قطر الشقيقة، تنظيم كاس العالم (2022) بطريقة مميزة وأكثر من رائعة، ملاعب رياضية جميلة في شكلها العام، قابلها رضى تام من كل الفرق التي أتت للمشاركة، جماهير كانت سعيدة بالتنظيم والتسهيلات التي قدمت لهم. المنتخب الكروي لدول قطر، شارك في التصفيات النهائية لأول مرة وذلك لكون قطر الدولة المضيفة للنهائيات. اتمني ان يثبت المنتخب القطري مستقبلا، ان مشاركته لم يكن سببها ان قطر كانت الدولة المنظمة فقط. نعم، نتمنى ان تكون تلك المشاركة الأولى للمنتخب القطري ليست الأخيرة، والهدف الذي تم تسجيله للمنتخب القطري ليس الهدف الأول والأخير في التصفيات النهائية لكاس العالم.
استشاري وباحث في الشأن الصحي
drimat2006@hotmail.com