اجتماعية مقالات الكتاب

ماذا بعد تنفيذ البلاغ؟

“تم تنفيذ بلاغك”: عبارةٌ أضعفت كثيراً متابعة بعض الوزارات ما يحدث في السوق من تجاوزات.. تبلِّغ عن مخالفة معينة في السوق، فتصلك بعد ساعات رسالة يردُ فيها النص التالي: (تم تنفيذ بلاغك رقم كذا، وتم الوقوف على المنشأة واتخاذ الاجراء النظامي)..لا يتم اطلاعك على تفصيلات ما اتخذ. ولا يعرِفْ مقدِمَ البلاغ ما هو الإجراء النظامي الذي ورد في الرسالة.
لا تعلمه أنت أيها المبلِّغ على الرغم من أنك جزء من البلاغ، فأنت مصدر المعلومة وأنت البداية ويفترض أن تعلم أنت ماذا كانت النهاية.

لهذا تسمع عبارات سلبية عندما تطلب ممن يتذمر أن يفتح التطبيق ويرفع بلاغاً.. التطبيقات التي أصدرتها عديد من الوزارات تُعَدُ نقلة تقنية كبيرة في تسهيل التواصل بين مقدم الخدمة ومتلقيها.. غير إن بعض التطبيقات بحاجة إلى مزيد من التبسيط لتسهل الاستفادة منه من كل فئات المجتمع كبار السن والشباب والصغار..

كل الجهات الخدمية ولجت سوق التقنية وأصدرت تطبيقات غير إننا بحاجة لمعرفة فئات العمر التي تستطيع التعامل بسهولة مع هذه التطبيقات.. ومن ثم إجراء بحث سريع لتتبع أسباب تعثر بعض فئات المجتمع في سبيل التقدم ببلاغ ما، أو التقديم للحصول على خدمة معينة من هذه الجهة أو تلك.. ومقابل ذلك رأينا تعثر بعض فئات المجتمع أمام التطبيقات قد أوجد سوقاً لوافدين صاروا يجنون من ذلك الأموال.. فهؤلاء يلجأ لهم بعض المواطنين عندما يرغب في التقديم على خدمة معينة وفي هذا خطورة كبيرة فالوافد في محلات الخدمة العامة يحصل على اسم المستخدم وكلمة المرور أو هو يعملها للمواطن.. فأنت تسمع دوماً مقولة عامية بقولهم: (رح لأي مكتبة وهم يعملون لك كل شي)..!! وحصول مجهولين على معلومات مهمة للمواطن قد يوقعه في استغلال يُقْدِم عليه هؤلاء المجهولون، مثلما يحدث عند أجهزة الصراف الآلي عندما يسلم كبير السن بطاقته البنكية لمجهول لكي يسحب له مبلغاً أو يسدد له فاتورة أو يحوِّلَ له مبلغاً مالياً.

والمِؤملُ أن تأخذ كل الجهات هذا على محمل الجد وتكلف إداراتها التقنية لديها بتبسيط التطبيقات وجعل الاستفادة منها سهلة وميسرة لكل فئات المجتمع وفي الوقت نفسه إحاطة هذه التطبيقات بتحصينات أمنية تقنية مشددة تحول دون اختراق العابثين أو ذوي النوايا السيئة لها.. وهي ثنائية مهمة جداً بين أن تجمع بين تطبيق سهل الاستفادة وفي الوقت نفسه محصَّن ضد عمليات القرصنة والانتحال أو الاختراق.. إن التقنية بقدر ما سهّلتْ العمل وجعلت الخدمة تصلُ إلى قطاع واسع من الناس، فإن في الوقت ذاته حملت مخاوف فالأشرار يسعون لاستغلال التقنية في جوانب إجرامية للنفاذ إلى معلوماتهم ومن ثم السطو على حساباتهم وسرقتها بطرق إلكترونية.. يبتكر المجرمون كل يوم طرقاً تقنية جديدة لسرقة الناس والوصول إلى أموالهم وسرقتها بطرق احتيالية لا يخطر بعضها على بال مواطن.. وكم سمعنا من قصص الاحتيال والسرقة من حسابات الناس.. وعليك أيها العميل أن تتأكد ملياً قبل أن تدخل رابطاً تقنياً، فضغطة زر قد تكلفك كثيراً، وتذهب بكل رصيدك.

ogaily_wass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *